فقيد الوطنية
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رثى بها فقيد المنابر الطيب الذكر المغفور له مصطفى باشا كامل. | |
............. | |
بكيت ولكن بالدموع السخينة | وما نفذت حتى بكيت بمهجتي |
على كامل الأخلاق والنّدب مصطفى | فقد كان زين العقل زين الفتوّة |
نعاه لنا الناعي فكادت بنا الدّنى | تميد لّهول الخطب خطب المروءة |
وذابت قلوب العالمين تلهّفا | وسالت دموع الحزن من كلّ مقلة |
أجل قد قضى في مصر أعظم كاتب | فخلّف في الأكباد أعظم حسرة |
ولو كان يفدى بالنفوس من الرّدى | جعلنا فداه كلّ نفس أبية |
فتى مات غضّ العمر لم يعرف الخنا | ولم ينطوي في نفسه حبّ ريبة |
وقد كان مقداما جريئا ولم يكن | ليغي الرّدى غير النفوس الجريئة |
وكان جوادا لا يضنّ بحاجة | لذلك أعطى روحه للمنّية |
سلام على مصر الأسيفة بعده | فقد أودعت آماله جوف حفرة |
خطيب بلاد النيل مالك ساكنا | وقد كنت تلقي خطبة إثر خطبة؟ |
تطاولت الأعناق حتى اشرأبّت | فهل أنت مسديها ولو بعض لفظة؟ |
نعم كنت لولا الموت فارج كربها | فيا للرّدى من غاشم متعنّت |
تفطّرت الأكباد حزنا كأنّما | مماتك سهم حلّ في كلّ مجة |
وما حزنت أم لفقد وحيدها | بأعظم من حزني عليك ولوعتي |
تناديك مصر الآن يا خير راحل | ويا خير من يرجى لدفع الملّمة |
عهدتك تأبى دعوة غير دعوتي | فمالك تأبى( مصطفى) كلّ دعوة؟ |
فقد تك ريانا فيا طول لهفتي | لقد كنت سيفي في الخطوب وجنّتي |
أجل طالما دافعت عن مصر مثلما | يدافع عن مأواه نحل الخليّة |
فأيقظها من رقدة بعد رقدة | وأنهضتها من كبوة تلو كبوة |
وقوّيت في أبنائها الحبّ نحوها | وكنت لهم في ذاك أفضل قدوة |
رفعت لواء الحقّ فوق ربوعها | فضم إليه كلّ ذي وطنيّة |
لئن تك أترعت القلوب محبة | فإنّك لم تخلق لغير المحبّة |
فنم آمنا وفيت قومك قسطهم | فيا طالما ناموا وأنت بيقظة |
سيبقي لك التاريخ ذكرا مخلدا | فقد كنت خير الناس في خير أمّة |
عليك من الرّحمن ألف تحية | ومن أرض مصر ألف ألف تحيّة |