هي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أروي لكم عن شاعر ساحر | حكاية يحمد راويها |
قال : دعا أصحابه سيّد | في ليلة رقّت حواشيها |
فانتظمت في قصره عصبة | كريمة لا واغل فيها |
من نبلاء الشّعب ساداتها | و خيرة الغيد غوانيها |
حتّى إذا ما جلسوا كلّهم | و طاف بالأكواب ساقيها |
قام أمير القصر في مفّه | كأس أعارنه معانيها |
و قال : يا صحب على ذكركم | أملأها حبّا و أحسوها |
و ذكر من قلبي عبد لها | و مهجتي إحدى جواريها |
حبيبتي " لمياء " سميتها | و لم أكن قبلا أسمّيها |
فشربوا كلّهم سرّها | و هتفوا كلّهم تيها |
فأجزل الشّكر لأصحابه | الشكر للنعمة يبقيها |
و صاح بالساقي علينا بها | فطاف بالأكواب ساقيها |
و قال للأضياف : سمعا ! فلي | كلمة ، ألعدل يمليها |
ما أنا وحدي الصبّ فيكم ، و لا | كلّ العذارى من أناجيها |
فكل ّ نفس مثل نفسي لها | في هذه الدنيا أمانيها |
و كلّ لب مثل قلبي له | حسناء ترجوه و يرجوها |
يا صحب ، من كانت به صبوة | يعلنها الآن و يبديها |
فنهضوا ثانية كلّهم | ورفعوا الكاسات تنويها |
كلّهم يشرب سرّ التي | يهوى من الغيد و يطريها |
... | |
و كان في الشّرب فتى باسل | طلعته تسحر رائيها |
شارك في أوّل أقداحهم | و لم يشاركهم بثانيها |
و أنت ؟ قال الصحب و استضحكوا | هل لك حسناء نحيّيها ؟ |
قال : أجل ، أشرب سرّ التي | بالروح تفديني و أفديها |
صورتها في القلب مطبوعة | لا شيء حتّى الموت يمحوها |
لا تترّضاني رياء ، و لا | تلثمني كذبا و تمويها |
يضيع مالي و يزول الصّبي | و حبّها باق و حبّيها |
قد وهبتني روحها كلّها | و لم تخف أنّي أضحّيها |
سرّ التي غادة بينكم | مهما سمعت في الحبّ تحكيها |
فأجفلوا منه كمن حيّة | نهاشة قد عزّ راقيها |
و قالت الغادات : أفّ له ، | قد شوّه المجلس تشويها |
لو ظلّ فيما بيننا صامتا | لم تسمع الآذان مكروها |
و قلقل الفتيان أسيافهم | فأوشكت تبدو حواشيها |
و تعتع الشّادي بألحانه | و ماجت الدّار بمن فيها |
و قال قوم : خبلته الطلا! | و قال قوم : صار معتوها ! |
فصاح ربّ الدّار : يا سيّدي | و صفتها ، لم لا تسمّيها |
أتخجل باسم من تهوى ؟ | أحسناء بغير اسم ؟ |
فأطرق غير مكترث | و تمتم خاشعا ... أمّي !! |