إليها !.
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تَهَضَّمَني قَدُّكِ الأهيفُ | وألهَبَني حُسنُك المُترَفُ |
وضايَقَني أنَّ ذاك المِشَّدَ | يضيقُ به خَصرُك المُرهَف |
وقد جُنَّ وركُكِ من غَيظِه | سَمينٌ يُناهِضُه أعجَف |
فداءً لعَينَيك كلُّ العيون | أخالَط جفنيهِما قَرْقفَ |
كأنّي أرى القُبَلَ العابثاتِ | من بينِ مُوقَيهِما تَنْطِف |
ورعشةَ أهدابِك المثقلاتِ | على فرْط ما حُمِّلَت تَحْلِف |
كما الليلُ صَبَّ السَوادَ المُخيفَ | صَبَّ الهوى شعرُك الأغدَف |
تَلَبَّدَ مِثلَ ظَليلِ الغمام | وراحتْ به غُمَمٌ تُكْشَف |
أطار الغرورَ نثيرُ الجديلِ على | دَورة البَدر اذ يُعقفَ |
وراحَ الحُلُي على المِعصمَين | بأعذبَ الحانِه يَعزِف |
وأوشكَ هذا النسيجُ اللصيقُ | بنَهديك من فَرْحةٍ يهتِف |
وكاد يُذيعُ حديث الجنانِ | واسرارَ كَوثَرِه المُطرّف |
مُنى النفسِ إنَّ المنى تَرتَمى | على قَدَمَيكِ وتَستَعطِف |
وطوعَ يَدَيك كما تَشْتَهين | حياةٌ تجَدَّدُ او تَتْلَف |
مُنى النفسِ إنّ على وَجنَتيكِ | من رَغبةٍ ظُلَلاً تزحف |
تَعالي نَصُنْ مقلةً يرتمي | بها شَرَرٌ وفماً يَرجِف |
ونُطاقْ من الاسر رُوحاً | تجيشُ في قفصٍ من دمٍ ترسِف |
تعالي أُذقْكِ فكلُّ الثمار | تَرفُّ ونوارُها يقطَف |
صِراعٌ يطولُ فكمْ تهدفين إلى | الروح مني وكم أهدِف |
إلى الجسم مِنكِ وكم تَعرِفين | أين المَحَزُّ وكم أعرِف |
وما بينَ هذينِ يمشي الزمانُ | ويُفنى مُلوكاً ويستخلِف |
أميلي بصدركِ نَبْعَ الحياةِ | وخلِّي فماً ظامئاً يُرشَف |
وميطي الرِداء عن البُرعُمَينِ | يَفِضْ عَسلٌ منهما يَرعُف |
ومُرِّي بكفي تَشُقُّ الطريقَ | لعاصفةٍ بهما تعصِف |
أميلى فيَنبوعُ هذا الجمالِ | إلى أمَدٍ ثم يُستَنزَف |
وهذا الشبابُ الطليقُ العنان | سيُكْبَحُ منه ويُستوقَف |
أميلي فسيفُ غدٍ مُصلَتٌ | علينا وسمْعُ القَضا مُرهَف |
عِدي ثُمَّ لا تُخلِفي فالحمام | صُنوك في العنفِ لا يُخلِف |
خَبَرتُ العنيفَ من الطارئات | ما يَستميلُ وما يقصِف |
وذُقتُ من الغِيد شرَّ السُموم | طعْماً يُميتُ ويُستَلْطَف |
وخضتُ من الحُبِّ لُجِّيه | على مَتن جِنيَّة أُقذَف |
فلا والهوى ما استَفزَّ الفؤادَ | الطفُ منكِ ولا أعنَف |