وداع...
"أنيتُ " نزَلنا بوادي السِباعْ | |
بوادٍ يُذيبُ حِديدَ الصِراع | |
يُعَيِّرُ فيه الجبانُ الشُجاع | |
" أنيتُ " لقد حانَ يومُ الوداع | |
إليَّ إليَّ حبيبي " أنيتْ " | |
إليَّ إليَّ بجيدٍ وليت | |
كأنَّ عُروقَهما النافِرات | |
خُطوطٌ مِن الكلِم الساحِرات | |
إليَّ بذاكَ الجبينِ الصَلِيتْ | |
تخافَقَ عنْ جانبيهِ الشَعَرْ | |
يبُثُّ إليَّ أريجَ الزَهَر | |
سيَعبِقُ في خاطري ما حيَيِتْ | |
ويُذكِرُني صَبوتي لو نَسيِت | |
إليَّ إليَّ حَبيبي " أنيتْ " | |
إليَّ إليَّ بذلكَ الذّراعْ | |
أبضَّ تفايَضُ مِنهُ الشُعاع | |
أطِلَّي عليَّ بهِ كالشِراع | |
فقد لَفحَتني سَمومُ العِراقْ | |
فألهينَ مِنَّيَ جُرحَ الفِراق | |
إليَّ إليَّ به للعِناق | |
لغيرِ العِناقِ الذي تَعرِفينْ | |
بحيثُ يلُزُّ الوتينُ الوتين | |
عَشِيَّةَ أهتِفُ أو تهتِفين | |
لنجمِ القَضا ، ولسَهمِ القَدَرْ | |
وللمُستَقِرِّ بذاكَ المَقَرّ !!! | |
بأنْ لا يُميِّلَ هذا السَّفينْ | |
إلى حيثُ أرهَبُ ، أو تَرَهبين | |
إلى وَحَلٍ من دُموعٍ وطين | |
إليَّ بصدِركِ ذاكَ الخِضمّ | |
مِن العاطفاتِ العُجابِ الشِيَمّ | |
مِن العاصفاتِ بلحمٍ " وَدَمّ " | |
تُلَوِّنُ وجهَكِ في كلِّ آنْ | |
بما لم تُلَوَّنْ فُصولُ الزّمان | |
أحاسيسُ تُعرِبُ عن كلِّ شان | |
كأنَّ وُجوهاً عِداداً لديكِ | |
تَرِفُّ ظِلالاً على مُقلَتيك | |
كأنَّكِ تُلقِينَ من عاتِقيك | |
بتلكَ الظِلالِ القِباحِ الِلطافْ | |
وأشباحِهنَّ السِّمانِ العِجاف | |
عناءَ الضميرِ ، وثِقْلَ السِنين | |
وجهلَ المصيرِ ، ، وعِلْمَ اليقين : | |
بلُطفِ الحياةِ | |
وجُهدِ الظّنين : | |
بساعاتِها أنّ يروحَ الحِمامْ | |
إلى الصمتِ ، يدفعُها والظَلام | |
إليَّ إليَّ حبيبي " أنيتْ " | |
إليَّ بنبعِ الحياةِ المُميتْ | |
إليَّ بذاكَ النظيمِ الشّتيت | |
بثغركِ ذاكَ العبوسِ الطروبْ | |
يَرفُّ إذا ما علاهُ الشُّحوب | |
كأنِّيَ أقرأ " سِفرَ " الغُيوب | |
على شفَتيكِ ، و " سِرَّ " الخفايا | |
كأنِّيَ أسمعُ عتبَ الذَّنوب | |
عليكِ ، ووقعَ دبيبِ الرزايا | |
كأنِّيَ أشربُ كأسَ الخطايا | |
وسؤرَ دمٍ مُهدَرٍ مِن سِوايا | |
كأنّيَ أمضُغُ لحمَ الضّحايا | |
تناثَرُ مِن بينِ تلكَ الثّنايا | |
كأنَّ الزفيرَ بنفحِ الطُّيوبْ | |
إذا امتَزجا يَكشِفانِ النّوايا | |
ويَستصْرِخانِ أثيماً يتوبْ : | |
على ما تَجَرَّمهُ مِن منايا | |
إليَّ هواني ، إليَّ هوايا | |
إليَّ المُنى تُشتَرى بالمنايا | |
إليَّ إليَّ بتلك البقايا | |
مِن المُسأراتِ بتلكَ الجُيوبْ | |
إليَّ بصَفوِ النعيمِ المَشوب | |
بلَفح أُوارِ الجحيمِ الشَّبوب | |
إليَّ إليَّ أغيثي ظمايا | |
فقد نالَ مِن شفتيَّ اللُغوبْ |