أرشيف المقالات

إبحار داخل نفس ملحد (أو منكر للآخرة) ! - أحمد كمال قاسم

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
إن شعورنا بالحاضر واستمتاعنا بالممتع فيه ومعاناتنا المؤلمَ فيه لا معنى له لولا الذاكرة! فكل ألمٍ لا قيمةَ له لو لم تتذكره بعد فترةِ مكابدتِك له، وكل متعة لا معنى لها لو لم تحتفظ بهذه الذكرى ولو لحين، والملحد مهما كانت متعته أو ألمه في هذه الحياة الدنيا فإنها لا قيمة لها لأنه - في عقيدته - سينعدم وتنعدم معه أيُ ذاكرةٍ حلوةً كانت أم مرّة، ومهما كانت إنجازاتِه في هذه الدنيا فهي لا معنى لها - في عقيدته - بعد موته، لأنها ستتطاير ولن يحفظَها له حافظ، ففناؤه - في وهمه - مقابل تماما لفناء الكونِ كلِّه، بل أنه حتى لو آمن بوجود الكون وجودا موضوعيا، فبالنسبة له، مصير الكون كله إلى فناء، فلا معنى لأي إنجاز.
والسؤال الذي يطرأ ببالي: في نظرة الملحد ما قيمة الحياة؟! وما الذي سيجنيه المريض إذا عالجناه؟! هو مصيره في النهاية الموت الذي يعقبه الفناء، فلماذا لا يموت الآن؟! إن حياته - في عقيدته - ستتحول إلى عدم، بل في نظره ستتحول كل الحياة الإنسانية إلى عدم، ولن يجني الإنسان بعدما يفنى الكون - في حالة الموت الحراري للكون - أي شيء! بل إن كل الملذات التي يُحتَمل أن يحصِّلها لا قيمةَ لها لأنها ستزول ولن يتذكر منها أي شيء لأنه سيكون معدومًا أصلا فلا معنى لذاكرة معدوم! فلماذا هؤلاء القوم يسعفون مرضاهم؟! هل لمتعة مؤقتة فانية لن يأخذها معه إلى أي مكان؟! بل لماذا لا ينتحر كل من يتعرض لأي مرض مؤلم مزمن لا علاج له؟! 
إجابة كل هذا قد تكمن في أن فطرتهم تكذبهم وأنهم يعلمون باطنيا أن هناك إله وأن هذه الحياة الدنيا ليست هي الحياة الأخيرة، لكن العجيب أنهم يبدون آمنين على أنفسهم من الآخرة!! فلسان حالهم هو:
﴿ {وَما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِن رُدِدتُ إِلى رَبّي لَأَجِدَنَّ خَيرًا مِنها مُنقَلَبًا}[الكهف: ٣٦]
وهذا من الكِبر والصلف، جريمة إبليس الأولى
اللهم توفنا على الإسلام
اللهم آمين
أحمد كمال قاسم

شارك الخبر

المرئيات-١