ليت الذي بك في وقع النوائب بي !
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ليتَ الذي بكَ في وَقْع النوائبِ بِي | ولا أُشاهد ثُكْلَ الفَضْلِ والأدبِ |
صابتْ حشاك ، وأخْطَتْني ، نوافذُها | ليت النوائبَ لمْ تُخطئْ ولم تُصب |
هلاّ تعّدى الردى منه ببطشته | لغيره أو تعدى النبعَ للغَربَب |
هيهاتَ كفُّ الردى نقادةٌ أبداً | للأكرمينَ تُفدي الرأس للذنب |
يا غائبا؟ً لم يَؤُبْ بل غائِبَينِ معاً | عن العلى معه غابت ولم تؤب |
لِيَهْنِكَ الخلدُ في الأخرى وجنتُه | يا خير منقلبٍ في خير منقَلب |
نعم الشفيعانِ ما قدَّمتَ من عملٍ | ببه سراً وما فرَّجتَ عن كَرَب |
وما رأيتُ كمعروفٍ يُجاد به | بيين الرجال وبين الله من سبب |
قدمتَ لله أعمالاً تَخِذتَ لها | من التقى مسرحاً في مرتع خصِب |
قالوا : الزيارةُ فاتته ، فقلتُ لهم : | ما فاته ان يزورَ اللهَ في رجب |
كأن نعشَك ، والاجواءُ غائمةٌ ، | تُقِلُّه الناس للسُّقيا من السُّحب |
لو كان في جند " طالوت " لما طلبوا | " سكينة وسْط تابوتٍ " من الخشب |
كم ذا يصعّرُ أقوام خدودَهم | كفاهم عِبرةٌ في خدك التَّرِب |
كم يَعْجَبُ المرءُ من أمرٍ يفاجئه | وما درى أن فيهأعجبَ العجب |
بَيْنا يُرى وهو بينَ الناس محتشمٌ | إذا به وهو منبوذٌ على التُرُب |
لا يُعجِبَنَّ ملوكَ الارض همتُهم | فان أعظم منها همةُ النُّوَب |
لا شملَ يبقى على الأيام مجتمعاً | يبددُ الموتُ حتى دارةَ الشهب |
أودى الذي كان تِيْهُ المكرُمات به | على سواهن تِيه الخُرَّدِ العُرُب |
فقُم وعزِّ عُيونَ المجد في حَوَرٍ | فَقْدَنهُ ، وثغورَ الفضل في شَنَبَ |
صبراً محبيهِ إن الموت راحة مَنْ | قد كان في هذه الأيام في تعب |
تسليمةُ المرءِ فيما خُطَّ من قَدَرٍ | أجدى له من داء الويل والحرَب |
والموتُ إن لم يذدْهُ حزنُ مكتئبٍ | به فأحسنُ منه صبرُ محتسب |
وغضبةُ المرء في حيثُ الرضا حَسَنٌ | قبيحةٌ كالرضا في موقع الغضب |
ذابت عليك قلوب الشاعرينَ أسىً | فما اعتذارةُ شعرٍ فيك لم يذبُ |
شيئانِ ، يُرْفَع قدرُ المرء ما ارتفعا | نظمٌ لدى الشعر أو مأثورة الخطب |
ماذا يقول لسان الشعر في رجل | خير البنينَ بنوء وهو خيرُ أب |
إن غاب عنا ففي أولاده عَقِبُ | يحييك ذكراً ، وذكر المرء في العقب |
اودى بحسّاده غيظاً كأنّبه | " محمد " وبشانيه " أبالهب " |
لا عيبَ فيه سوى إسرافِهِ كرماً | يومَ النَّوال ولولا ذاك لم يُعَب |
وفي " الرضا " مسرح للقول منفسح | كلُّ القصائد فيه دَرَّةُ السحب |
انسُ الجليس وإن نابته نائبةٌ | كأنه – وهو دامي القلب – في طرب |
أخو الندى وأبو العليا اذا انتسبا | " كناية بهما عن اشراف النسب " |
كلُ الخصال التي جمَّعتها حسُنَت | وقعاً وأحسنُ منها طبعك العربي |
لا تَحْسَبنَّ تمادي العمر أدبَّه | كذاك كان على العلات وهو صبي |
ان لم يؤدِّ بياني حَقَّكم فلقد | سعيتُ جَهْدي ولكن خانني أدبي |
تلجلجتْ بدخيل القول " ألسنة " | للعرب كانت قديماً زِينةَ الكتب |
ان أنكرتني أُناس ضاع بينهم | قدري فمن عَرَّف " الحجار" بالذهب |
كم حاسدٍ لم يجرِّبْ مِقولي سَفَهاً | حتى دَسْستُ اليه السم في الرُّطب |
طعنتُه بالقوافي فانثنى فَرَقاً | يشكو إلى الله وقع ِ المقْولِ الَّرب |
فان جهلت فتى قد بذ مشيخةٍ | في الشعر فاستقص عنه " حلبة الادب " |