أنا !..
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ءما حطَّمتْ جَلَدي يدُ النُوَبِ | لكنْ تَحَطَّمتِ النوائبُ بي |
قل للخطوبِ إليكِ فابتعدي | ألمَستِ بي ضَعفْاً لتقترِبي |
هتفت لي الأهوال تطلُبني | فبرزتُ حراً غيرَ منتقِب |
أنا صخرةٌ ما إن تخوِّفُني | هذي الرياحُ الهوجُ بالصَخَب |
إن الليالي حاوَلَت ضَرعَي | فوجدْنَني مُتعسَّرَ الحَلَب |
وحَمِدْنَ غَرْبَ شَكيمةٍ عَسرَتْ | عن أن تُنال بعُنف مغتصِب |
ومهدِّدي بالشرِّ يُنذرني | إن لم أُطِعْه بسوءِ مُنقلَب |
أخْجَلتُه بالضِحك أحسَبهُ | كمُخوِّفٍ للنَبع بالغَرَب |
قلتُ اطَّلِعْ فلقد ترىَ عَجَباً | فيه ، فقالَ وأعجَبَ العَجَب |
إني أرىَ قلباً يدورُ على | جَيش كموجِ البحر مُضطرِب |
ومُناشِدي نَسَباً أمُتُّ به | لم يدرِ ما حَسَبي وما نَسَبي |
عندي من الأمواتِ مفخرةٌ | شمّاء مُريبةٌ على الطَلَب |
لكن أنِفتُ بأنْ يعيدَ فمي | للناس عهدَ الفَخر بالعَصَب |
حسبي تجاريبٌ مَهَرتُ بها | وإلى البلايا السودِ مُنتسَبي |
وبذي وتلك كِفايتي شَرَفاً | يُرضِي العُلا ويَسُرَّ قبرَ أبي |
هذا التعنُّتُ في تَبصُّرِه | متوقّداً كتوقُّ اللَهَب |
إذ لا يلائمُ مَعدِني بَشَرٌ | ما لم يكُنْ من معدِنٍ صُلُب |
الفَضلُ فيه لمَلْبَسٍ خَشِنِ | عُوِّدتُه ولمَطعَم جَشِب |
ولوالدٍ وُرِّثْتُ من دَمِه | محضَ الإباء وسورةَ الغَضَب |
عندي من الجَبَروت أصدقُه | أُبديه للمتُجبِّرِ الكَذِب |
لا أبتغي خصمي أُناشده | عَفْواً ولو أطوي على سَغَب |
حربٌ لذي صَلَف . وذو أدب | سهلُ القِياد لكلِّ ذي أدَب |
ولقد أرى في مدح مُنتَقِصي | لرغيدِ عيش أحسَنَ السَبَب |
ليُحِلَّني من بَعد مَسغَبةٍ | في ذي زُروع مُعشِبِ خَصِب |
فتلوحُ لي نَفسْي تهدِّدُني | أشباحُها بالويلِ والحَرب |
فأعودُ أدراجي أرى سَعَةً | وعِمارةً في عُشِّيَ الخَرب |
إني بلَوتُ الدهرَ أعذَبَه | وأمَرَّ ه الروَح والنَصَب |
فوجدتُني أدْنى إلى ضَجَر | لكليهما وأحبَّ للوَصَب |
ما بَينَ جنبَّي اللذينِ هُما | قَفَصُ الهموم ومَجمَع الكُرَب |
قلب يَدُقُّ إلى العَنا طرَباً | ويحن مشتاقاً الى التَعَب |
وأخٍ تلائمُني مشاربُه | وطباعُه في الجدِّ واللَعِب |
انكَرتُ ضَعفاً في شكيمتِه | ومرونةً تدعو إلى الرِيَب |
فطرَحْتُه أخشَى على شَمَمي | عَدوى ليانٍ منهُ مُكتَسَب |
ودفنتُه لا القَلبُ يُنشده | أسفاً ولا دَمْعي بمنسَكِب |