على الخالصي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
صدقْتَ يا برق بهذا النبا | ومن ليَ اليوم بأن تكذَبا |
من هِزة الحزن غدا خافقاً | سلكك أم من هِزة الكهرُبا ؟ |
طارت بيوم النَّحس برقيةٌ | آه على الآمال طارت هبا |
شقّت على الأسماع أصداؤها | وهز فيها المشرقُ المغربا |
موجزةُ اللفظ وداعي الأسى | بالحزن في أثنائها أطنبا |
تكاد أن تَمرُقَ من سلكها | لو وجدت من بينه مهربا |
علماً بما تحمل من خطرة | بالرغم ان تقرأ أو تكتبا |
لسانُها الأخرسُ من حَلَّه ؟ | ولفظُها المعجمُ من أعربا؟ |
قُومي البسي بغدادُ ثوب الأسى | إن الذي ترجينه غُيِّبا |
إن الذي كان سراج الحمى | يشيع في غيهبه كوكبا |
بات على نهضة أوطانه | ملتهب الجمرة حتى خبا |
قصرَّ من أيامه همُّهُ | أن يُنقِذ الموطن والمذهبا |
قومي افتحي صدرك قبراً له | وطرزيه بوُرود الرُّبى |
خُطي على صفحته :" هكذا | يُرفع من مات شهيدَ الابا " |
ودرِّسي نشأك تاريخَه | فان فيه المنهج الأصوبا |
رُدي إلى أوطانه نَعشَه | لا تدفني في فارس " يعربا " |
لا تدعي فارس تختصه | فالولد البَرْز لمن أنجبا |
شمس اضاءت ههنا حقبة | وهي هنا أجدر أن تغرُبا |
كان يهزُ الصُلب من غالبٍ | ويدفع المغلوب أن يغلبا |
يُهيب بالطالب أن يركب الأخطارَ | حتى يبلُغَ المطلبا |
لا يأتلي ينشُد حقاً ولا | ينفك ان يُغضب أو يغضبا |
كان صليب العود في دنه | وكان في آرائه أصلبا |
يمنعه المبدأ أن ينثني | والدين والجَرأةُ أن يكذِبا |
عفٌّ عن الدنيا سوى خُطةٍ | يذبُ عنها وكفى مأربا |
ورابط الجأش متى ما يشأ | جهَّز ن آرائه مقنبا |
يبغضه المعجب إذ أنه | أخو اتضاع يبغض المعجَبَا |
محّص بالتجريب أيامه | وكيِّسُ الأقوام من جربا |
يكاد أن يُشرب من رقة | ومن جمال الروح ان يُنهبا |
شاء العلى والمجد ان يجتلى | وشاءت الاقدار ان يُحجبا |
تنازع للكون في اهله | صير منا الحوَّلَ القُلبا |
ما الجود في أعمارنا طولها | وإنما الجود بأن توهبا |
سيان طال العمر أو لم يطُلْ | ما دامت الغاية أن يسلبا |
سمعاً زعيم من نادب | عزَّ عليه اليوم ان نُدْبَا |
اليومَ يَرثيك وفي أمسه | كان يُغنيك لكي تَطْرَبا |
كان وما زال بأنفاسه | ينفُث كالجمر وقد ألهبا |
ما دأبه العجب ولكن كفى | أنك قد كنت به معجَبا |
بكل غراءَ اذا أثنشِدت | تلهي العطاش الهيم ان تشربا |
تزري على الشمس اذا اشرقت | وتغرُب الشمس ولن تغربا |
من أين سارت وجدت قائلاً | أهلاً وسهلاً مرحبا مرحبا |
ايةٍ بلادي هل يَقيك الأذى | أني انتضيت المقول المِقْضبا |
تعيا القوافي ان تصُدَّ الجوى | يغلي ، ويعيا الدمعُ ان ينضُبا |
شيئانِ ما مثلهما لذةً | في السمع ذكراك وذكرُ الصِّبا |
من فلَذٍ القلب وأنياطه | حقٌ لتمثالكَ أن يُنصبا |