غضبة !...
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عَرَتِ الخطوبُ وكيف لاتعرو | فصَبَرتَ أنتَ ودِرعُكَ الصبرُ |
وصَبرتَ أنتَ وأنت ذو ثقةٍ | أن لو تشاءُ لزُحزِحَ الأمر |
لانجاب عُسْرٌ من فرائسه | صِيدُ الرجال ولا رتَمى اليسر |
ولَدَرَّ ضَرْعٌ رُحتَ تحلِبُه | إنْ كان أعوَزَ غيرَكَ الدَرُّ |
عَرتِ الخطوب فما خَفَضْتَ لها | من جانحٍ وكذلك النَسْر |
ومَضيْت تلتهبُ السما صُعُداً | لك عند غُرِّ نُجومها وَكر |
وعلى جَناحَيْك ارتَمتْ كِسَراً | مثلَّ الضَّباب عواصفٌ صِرُّ |
فتجاوَزَتْكَ وراح نَهبتَها | نَخْبُ الفؤادِ وخامِلٌ غَمْر |
النَفْعُ رِخوٌ لِستَ صاحِبَه | وأخوكَ هذا الشامِخُ الضُر |
أجررتَ والدنيا فما سَطَرتْ | الا وعندك فوقَها سَطر |
ومضيتُما كلٌ بوطأته | فَرَسَيْ رهانٍ أنت والدهر |
عرت الخطوب وكيف لا تعرو | وطريقُ مثلِكَ ، صامداً ، وعَر |
عَدَتِ الضِّباعُ عليك عاويةً | طناً بأنك مأكلٌ جَزْر |
فتذوَّقَتْك فقال قائلُها | انَ الغَضَنفَر لحمُه مُرّ |
وخَلَصت حُرَّ الوَجه ذا ألَقٍ | ووجُوهُهُم مطموسةٌّ عفْر |
حَسَدوكَ أنَّكَ دُسْتَ هامَهُمُ | مُتجبَّراً ولنَعْلِكَ الفَخْر |
وحَقَرْتَهم فقُلوبُهْم وَغْرُ | من ضِغنةٍ وعيونُهم خُزْر |
لا أمرَ عندهَمُ فهمُ هَمَلٌ | غُفْلٌ وكل حياتِهم خَمْر |
وزعيمُ قومٍ كالغُراب به | صِغَرٌ وفي خُطُواتِه كِبْر |
يغتَرُّ فيما لا يُشرِّفُه | جَهِلَ المُغَفَّل كيفَ يَغْتَّرّ |
يغتَرُّ أنْ ألقَوا بمعدتِه | عَفْنَ الطعام فراحَ يجتَّر |
بادي الغَباء تكادُ تقرؤه | بالظنِّ لا خَبرٌ ولا خُبْر |
أضحى وزيراً فاغتدَى رَهِقاً | مثل الحمار يؤودُه الوِزْر |
لله أنتَ مطيةٌ عَرِيَتْ | منها الشَوَى وتأكَّلَ الظَهر |
ودريئةٍ يرمي الأبيَّ بها | وغدٌ ، ويُصمي البّرَةَ الفُجر |
والتفَّ عن أطرافه هََمَجٌ | مثل النَّعام يسودُها الذُعر |
وتحلَّبوه ففي اكُفِّهم | شَطرٌ وفي أفواهِهم شَطْر |
من فاجرينَ بكل قارعةٍ | حلّوا تحدَّث عنهم العُهْر |
ومُفَرِّقين مذاهباً جُمِعَت | وحَنَا عليها الآيُ والذِكر |
مثل اللُّصوصِ يلُمُّ شَمْلَهُمُ | خَيْطُ الدُجى ويَحُلُّه الفجر |
يا عبدَ سوء في مزاعِمِهِ | يشتطُّ حيثُ تحرَّرَ الفِكر |
قبليَّةٌ والكونُ وحَدَّه | فكر وخطَّ مصيرهُ ذَرُّ ؟! |
أفأنتَ كونٌ يُستَظلُّ به | أمْ أنت يا ابنَ جهالةٍ عَصْر |
قل " للصحيفةِ " انتَ قائدُها | سَفَهاً وأنتَ زعيمُها الحرُّ |
إني – ولي في المجد مُتَّسَعٌ - | عَفٌّ عن استغلالِة برُّ |
لم ادَّخر منه سوَى نَشَب | هو للبلاد وأهلها ذُخْر |
غَنِيت به الأجيالُ طاعمةً | منها السمينَ ، وعَضَّني الفقر |
لا أستَغِلُّ فأنتَ لي عظةٌ | فيما أتيتَ ، وأنتَ لي زجْر |