علموها!
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
علَّموها فقد كفاكُمْ شَنارا | وكفاها أنّ تحسَبَ العلمَ عارا |
وكفانا من التّقهقُرِ أنّا | لم نعالج حتى الأمورَ الصغارا |
هذه حالُنا على حينَ كادتْ | أممُ الغربِ تسبِقُ الأقدارا |
أنجب الشرقُ جامداً يحسبُ المرأةَ | عاراً وأنجبت طيارا |
تحكم البرلمانَ من أمم الدنيا | نساءٌ تمثلُ الأقطارا |
ونساء العراقِ تُمنعُ أن ترسمَ خطّاً | أَوْ تَقْرأَ الأسفارا |
علِّموها وأوْسِعوها من التّهذيب | ما يجعلُ النّفوسَ كبارا |
ولكي تُحسنوا سياسةَ شعبٍ | بَرهنوا أنّكم تسوسون دارا |
أنَّكُمْ باحتقاركُمْ للنساء اليومَ | أوسعتُمُ الرّجالَ احتقارا |
أفَمِنْ أجلِ أنْ تعيشوا تُريدونَ | لثلْثّيْ أهلِ البلادِ الدّمارا |
إنَّ خيراً من أن تعيشَ فتاةٌ | قبضةَ الجهلِ أن تموتَ انتحارا |
أيُّ نفعٍ من عيشةٍ بين زوجينِ | بعيدين نزعةً واختبارا |
وخلال البيوتِ لا تجدون اليومَ | إلاّ خصومةً وشِجارا |
اختياراً بالبنت سيروا إلى صالحها | قبل أن تسيروا اضطرارا |
فعلى قدر ما تزيدون في الضغط | عليها ستُوجدونَ انفجارا |
وَهَبوا مرةً نجحتم فلا تنخدعوا ، | سوف تُخْذلون مرارا |
ولدى الأمرِ لا محالةَ مغلوبٌ | ضعيفٌ يقاومُ التّيارا |
وأرى جامداً يصارعُ تجديداً | كَقَزْمٍ مصارعٍ جبّارا |
أينَ ، عن حرمة الأمومةِ داستْها | وحوشٌ ، المصلحونَ الغَيارى |
قادة للجمودِ والجهلٍ في الشرق | على الشعب تنصُرُ استعمارا |
لو بكفي ملأت دور المحامين | عن المرأة الجْهولةِ نارا |
ازدراءً بالدينِ أن يُحسَبَ الدّينُ | بجهلٍ وخزيةٍ أمّارا |
وبلاءُ الأديانِ في الشرق هُوجٌ | باسمه سامَوا النفوسَ احتكار |
تُزدَرى رغبةُ الجماهيرِ في الشرقِ | وتُنْسى إنْ خالفت أنفارا |
أسلَموا أمرهم إلى " الشيخ " عُمياناً | وساروا يَقفونه حيثُ سارا |
وامتطاهم حتى إذا نالَ بغياً | خَلَعَ اللُّجْمَ عنهُمُ والعِذارا |
نَبذَ القِشْرَ نحوهم باحتقار | وَحوَى اللبَّ وحدَهُ والخِيارا |
دفعوا غُنْمَهمُ إليه وراحواً | يحمِلون الأثقالَ والأوزارا |
عاطلاتٍ نساؤهم ونساء " الشيخ " | حُلِّينَ لؤلؤاً ونُضارا |
وإذا جاءت الشدائدُ تَترى | قدَّموهم وولَّوا الأدبار |
حالةٌ تُلهب الغيَارى وتستصرخ | غُلبَ الرجالِ والأحرارا |
ان بينَ الضُلوعِ ، مما استغلوه | بتضليلهم ، قلوباً حِرارا |
يُعوزُ الشعبَ كي يسيرَ إلى المجد | حثيثاً وكي يُوَقَّى العِثارا |
حاكمٌ مطَلَقٌ يكون بما يعرف | من خير شعبه مختارا |
يتحرَّى هذى الشنائعَ في الشرق بنفس | لا تَرهَب الأخطارا |
إن يُطَعْ كان مشفقاً ، واذا ما | أحوجوا كان فاتكا جزارا |
أو فلا يُرتَجى نهوضٌ لشعبٍ | ان يُقدِّمْ شبراً يُعيَقْ أشبارا |