عُدنا وقوداً...
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ولَّى شبابٌ فهلْ يعودُ | ولاحَ شَيْبٌ فما يُريدُ ؟ |
يُريد أنْ يُنقِصَ الليالي | مِنّيَ ظُلماً بما يَزيد |
يا أبيضَ الريشِ طرْنَ منه | غِدفانُ رِيش الجَناحِ سُود |
يا هُولةً تَفزَعُ المرايا | مِنه ويستصرخُ الوليد! |
يا حاملاً شارةِ الرَّزايا | يا ساعيَ الموتِ ، يا بَريدَ ! |
يا ناغِزَ الجُرحِ لا يُداوي | إلاَّ بأنْ يُقطعَ الوريد |
برغمِ أنفِ الصِّبا وأنفي | يَخضِبُ فَودي منكَ الصديد |
وأنَّ رأسي يمشي عليهِ | تِيهاً عَدُوٌّ لهُ لَدود! |
كمْ ليلةٍ خوفَ أنْ تُواتي | أُترِعَ كأسٌ ورنَّ عُود |
وكمْ وكمْ ، والشَّباب يَدري | رُوَِّعَ ظبيٌ فَنُصَّ جيد |
أعائدٌ للشَّبابِ عيدُ ؟ | أمْ راجعٌ عهدهُ السَّعيد؟ |
أيَّامَ شرخُ الصِّبا وريقٌ | وظِلّهُ سجسجٌ مَديد |
ونحنُ ، مِثْلَ الجُمانِ زهواً ، | ينظِمُنا عِقدُهُ الفريد |
أمْ لا تلاقٍ ، فلا خطوطٌ | تُدني بعيداً ، ولا حُدود؟! |
مَنْ مُبلِغُ المُشتفينَ أنَّا | صِرنا لمِا يَطمحُ الحسودُ ؟ |
أنَّا استعَضْنا ثوباً بثوبٍ | وطالما استُبْدلَتْ بُرود |
فراحَ ذاكَ العتيقُ غَضّاً | ولاحَ – رَثّاً – هذا الجديد |
ألوى بنا عاطفٌ حبيبٌ | ومَلَّنا الواصِلُ الودود |
قد كان يُشجي أهلَ التَّصابي | أنَّا على هامهِم ْ قُعود |
لم ندرِ ما نَسْتزيدُ منهُ | لو قيلَ : هلْ عندَهُم مَزيد؟ |
نهارُنا مُترَفٌ بَليدُ | وليلُنا جامِحٌ عَنيد |
فاليومَ إنْ تُعتصَرْ شِفاهٌ | أو تعتصَرْ – لَدْنَةً – قُدود |
أو يطََّرِدْ قانِصٌ قَنيصاً | أو تُعْجبِ الأغيدِينَ غِيد |
نقنعُ مِن لذَّةٍ ولهوٍ | أنَّا على عُرْسِهمْ شُهود |
عُدنا وَقوداً ..! وكُلُّ حيٍّ ، | للذَّة تُشتهى وَقود! |