لبنان في العراق
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أرض العراق سعت لها لبنانُ | فتصافح الانجيلُ والقرآنُ |
وتطلَّعت لكَ دجلةٌ فتضاربت | فكأنما بعبُابها الهَيَمان |
أأمين أن سُرَّ العراقُ فبعدما | أبكى ربوعَ كولمبس َ الهجران |
لك بالعراق عن الشآم تصبر | وبأهله عن أهلها سُلوان |
لو تستطيع دنت إليك مُدّلةًً | فتزودت من رُدنك الأردان |
وحِّد بدعوتك القبائل إنه | ألقى إليك زمامَه التِّبيان |
كيف التآلفُ والقلوبُ مواقد | تغلي بها الأحقادُ والاضغان |
أنِر العُقول من الجهالة يستبنْ | وضحَ السبيلِ ويهتدي الحيران |
وأجهز بحد رهيف حدٍ لمَ ينُبْ | لك عن شَباه مهند وسنان |
خضعت لعنوته الطغاةُ ، فأقسمت | أن ليس تعدو حُكْمَه التيجان |
نار تُذيب النار وهي يراعةٌ | عضبٌ يفُل العضب َ وهو لسان |
أنّي يقصِر بالعِنان اذا انبرى | وهو الجموح وفكرك الميدان |
زِدنا بمنطقك الوجيز صبابةٍ | فهو السَّلاف وكلُّنا نشوان |
ما كل حي قائل ما قلته | لكنْ أمدَّ بيانك الرحمن |
الشرق مهتز بنطقك معجب | والغرب أنت بجوه مِرنان |
والقول ما نَّمقْتَ ، والشعر الذي | يوحي إليك ، فصاحةٌ وبيان |
انا خصم كل منافق ! لم يَنْهَني | حَذرٌ ولم يقعُد بي الكِتمان |
عابوا الصراحة منك لما استعظموا | أن يستوي الاسرارُ والاعلان |
يا شعب خذ بيد الشباب فإنهم | لك عند كل كريهة أعوان |
واعرِف حقوق المصلحين فانما | بهم الحقوق الضائعات تصان |
واعطف لريحان النُّفوس ورَوْحها | فله عليك تعطف وحنان |
واسِ الضعيف يكن ليومك أسوة | وكذا الشُعوب كما تدين تدان |
يا شرق ، يا مهد النوابغ شدّما | ساوى مكانٌ بينهم وزمان |
للناس كان .. وإن أبت لبنان | " فأمين " ليس لها ولا " جبران " |