أرشيف المقالات

منذ متى الصحة في الحمية؟ - محمد علي يوسف

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
استشارة : منذ متى الصحة في الحمية؟!هل النحافة صحة؟
الرد :
منذ متى؟!
منذ أمد بعيد جدا
ابتداء علينا أن نضبط تعريف الحمية 
في قاموس المعاني الحمية هي الامْتِناعُ عَنْ طَعامٍ لِما يُسَبِّبُهُ مِنْ ضَرَرٍ أو سُمْنَةٍ وقد قيل في الحكمة الْمَعِدَةُ بَيْتُ الدَّاءِ وَالحِمْيَةُ رَأْسُ كُلِّ دَواءٍ
أعتقد من خلال هذا التعريف ومن خلال الواقع المتعارف عليه ومن خلال علم الطب الذي صار مسلما فيه أن الشره والطعام غير المنضبط  من أهم أسباب تدهور الصحة العامة فالإجابة عن سؤالك واضحة
منذ زمن بعيد والصحة في الحمية
وشرع الله وسنة مصطفاه يقطعان بذلك الأصل 
من ذلك حديث  «خير أمتي القرن وفيه: .......ثم يظهر قوم يشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يوفون ويخونون ولا يؤتمنون ويفشو فيهم السمن»
تأمل..
يظهر فيهم السمن
والمقام مقام ذم
ويدل لهذا المعنى أن الحديث ورد عند الترمذي بلفظ : ( «ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِهِمْ قَوْمٌ يَتَسَمَّنُونَ وَيُحِبُّونَ السِّمَنَ» )
أيضا هناك حديث «أقصر من جشائك فإن أكثر الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا في الآخرة» [ صحيح الجامع] .
وطبعا الحديث المشهور «مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٍ يُقِمْنِ صُلْبَهُ ، فَإِنْ كَانَ لاْ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعامِهِ ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ»
و عن كَعْبٍ موقوفا قَالَ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ أَهْلَ الْبَيْتِ اللَّحْمِيِّينَ وَالْحَبْرَ السَّمِينَ
و قال سفيان الثوري إياكم والبطنة فإنها تقسي القلب  
وقال محمد بن النضر الحارثي الجوع يبعث على البر كما تبعث البطنة على الأشر
وهناك طبعا آثار غير هذه لا يتسع المقام لذكرها 
وأعتقد أن هذا كله يدلك على إجابة سؤالك الأول بل وزيادة 
ولا أنسى أن أبين أن مقام ذم السمنة فيما سبق إنما هو في شأن الإسراف والسمنة الكسبية 
أما عن السؤال الثاني
هل النحافة صحة
لا 
لا يشترط
لكن دعني أسألك: من جاء بسيرة النحافة
ومن قال أن الشفاء من السمنة والبدانة : يساوي  النحافة
نحن يا عزيزي نتحدث عن التوسط والقصد أو ما يعرف بالوزن المثالي وهذا ما ينبغي أن يسعى إليه المرء وصدقني لو فعل فببركة الله ستتغير نمطية حياته وصحته للأفضل بإذن المولى .
د.محمد علي يوسف 

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣