على ذكرى الربيع
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَواطرُ الغيثِ حَييِّ جانبَ الوادي | وهدَّديهِ بابراقٍ وإرعادِ |
مُديِّ به بُسُطَ الأعشاب زاهرةٍ | وطرِّزيها بازهارٍ وأوراد |
وراوحيهِ رَذاذاً منكِ يبعثهُ | حَيّاً كما تبعثُ الموتى بميعاد |
مالي وللهمِّ تَصليني لوافحُهُ | ألستِ يا نسمةَ الوادي بمِرصاد |
مُرِّي بنفحتِكِ الرضيّا على كبدٍ | أقلُّ ما تشتكيهِ غُلةَ الصادي |
فما لشيءٍ سوى أن تبعثَي نَفَساً | فاضَ الغمامُ وصابَ الرائحُ الغادي |
وليست الريحُ يُهدي الله نفحتهَا | لنا بل الرُوحُ يُوحيها لأجساد |
ردّ الربيع صنوفَ الحسن يقسمُها | شطرينِ ما بين أنشازٍ وأوهاد |
يهدي به اللهُ إشفاءاً لذي سَقَمٍ | من النفوس وإشفاقاً بمُرتاد |
هو الربيعُ وأبهى ما يُزهِّدني | عن الحضارة فيه نجعةُ البادي |
أنا الحنيف وهذي الارضُ مُعشبة | سَجَّادتي ورقيقُ الشعر أورادي |
يمضي الزمانُ علينا نصفهُ جُمعٌ تترى تُقفَّى بأسباتٍ وآحاد | |
ماكان لله أديانٌ مضاعفةٌ | لولا تعصبُ أحفادٍ لأجداد |
أين الذين أماتَ الحبُّ أنفسَهم | حتى قَضوا فيه عُشّاقاً كزُهّاد |
الضاربينَ خيام الحب طاهرة | والداعميها من التقوى بأوتاد |
والمُطربين لشكوى الحبِّ مُعلَنةً | مستبدلين بها عن جَسِّ أعواد |
مواظبين على الآدابِ ما انتقدوا | لحبِّهِمْ غيرَ أكفاءٍ وأنداد |
لم يُبلَ قيسٌ وفرهادٌ كما بُليِتْ | ليلى بقيسٍ ، وشيرينٌ بفَرهاد |
جيل من الناس عدواهم لاخوتِهم | من الخبائثِ عَدوى السُم في الزاد |
يستظهرون لساني أن يجازفَهم | ويعلمُ الله أن الصدقَ معتادي |
كلَّفتمُوني من الأقوال أصعبَها | نطقاً كما كُلِّفَ الأعجامُ بالضاد |
اضرّ بي من سجاياكم توقُّعكم | ان لا تففُتَّ سجاياكم بأعضادي |
ما ضّضرني غضَبث الدنيا باجمعها | أن كان يُرضي ضميري صدقُ إنشادي |
حُسن اختباري لأشباهي ونيّتِهم | في الصنع حَسَّنَ في عينيَّ اضدادي |