أمان الله
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
وَداعا ما أردت لكَ الوَداعا | ولكنْ كانَ لي أملٌ فضاعا |
وكمْ في الشرقِ مثلي من مُرَجٍّ | أرادَ لكَ النجاحَ فما استطاعا |
وإنَّ يداً طوتكَ طوتْ قلوباً | مرفرفِةً وأحلاماً وِساعا |
وقد كانت متى تذكَرْكَ نفسي | تَطِرْ –إذْ تمتلي فرحاً – شَعاعاً |
فها هيَ بينَ تأميلٍ ويأسٍ | تُصبَّرُ ساعةً وتجيشُ ساعا |
أمان الله والدُّنيا "هَلوكٌ " | أبتْ إلَّا التحوُّلَ والخِداعا |
بغيرِ رويَّةٍ حُبّاً وكُرهاً | إذا كالتْ تُوفّي المرءَ صاعا |
تثَّبتْ لا ترعُكَ فليس عدلاً | ولا عَّودتَ نفسكَ أنْ تُراعا |
إلهُ الشرِّ جبارٌ عنيدٌ | يحبُّ معَ الجبابرةِ الصراعا |
وأحكامُ القضاءِ مغفَّلاتٌ | يُسئنَ إذا انتخبنَ الإِقتراعا |
أرى رأسَ " ابنَ سقاءٍ " محالاً | يُطيق بتاجكَ الألِقِ اضطلاعا |
بلى وأظنّه عمَّا قريبٍ | سيشكو من تحمّله الصدداعا |
لقد أودى بعاطفتي ركودٌ | فها أنا سوفَ أندفعُ اندفاعا |
تقدَّمْ أيها الشرقيُّ وامددْ | يديكَ وصارعِ الدُّنيا صِراعا |
فقد حلَفوا بأنَّك ما استطاعوا | ستبقى أقصرَ الأقوامِ باعا |
وأنَّك ما تُشيِّدْ من بِناءٍ | تَجِدْ فيه انثلاماً وانصداعا |
وليس بأوَّلِ التيجانِ تاجٌ | أرْدنَ له مطامعُهم ضياعا |
فيا لِشقاء شعبٍ مَشرقيٌٍّ | إذا وجدوا به ملِكاً مُطاعا |
وهبْ أوفى بـ " أنقرة " وأنعمْ | رُواءُ المُلك يَزدهرُ التماعا |
فلمْ تكنِ " البَنيَّةُ " وهيَ فردٌ | لتعدِلَ ألفَ بنيانٍ تداعى |
سأقذِفُها وإنْ حُسِبَتْ شذوذاً | وإن ثقُلتْ على الأذنِ استماعا |
فما للحرِّ بدٌّ من مَقالٍ | يرى لضميرِهِ فيه اقتناعا |
إذا لم يشْمَلِ الاصلاحُ دِيناً | فلا رُشْداً أفادَ ولا انتفاعا |
وأوفقُ منه أنظمةٌ تُماشي | حياةَ الناسِ تُبتدَعُ ابتداعا |
أتتْ " مدنيَّةُ الاسلام " لمّاً | لشعثٍ لا انشقاقاً وانصداعا |
ولا لُترى مواطِنُها خراباً | ولا ليبيتَ أهلوها جِياعاً |
ولا لتكونَ للغربيِّ عوناً | يهدَّدُ فيه للشرقِ اجتماعا |
وإلَّا ما يُريدُ القومُ منَّا | إذا ألقتْ محَّجبةٌ قِناعا |
أعندَ نسائنا منهمْ عهودٌ | بأنَّهُمُ يجيدونَ الدِّفاعا |
أإنْ حُلِقتْ لحىً مُلئتْ نِفاقاً | تَخِذْتُمْ شَعرها دِرْعاً مَناعا |
رفعتمْ رايةً سوداءَ منها | وثوَّرتمْ بها ناساً وِداعا |
عَفتْ مدنيَّةٌ لدمارِ شعبٍ | وديعٍ تخدُمُ الهمجَ الرَّعاعا |
همُ نفخوا التمرُّدَ في خِرافٍ | وأغرَوهنَّ فانقلبت سِباعا |
ومن خُططِ السياسةِ إنْ أرادتْ | فساد المُلك أفسدَتَ الطّباعا |
على أني وإنْ أدمى فؤادي | ليومك ما أضيقُ به ذراعا |
أُحمِّلكَ الملامةَ في أُموراٍ | بِطاءٍ قد مشيِتَ بها سِراعا |
وقد كانت أناةٌ منكَ أولى | وإنْ كنتَ المجرِّبَ والشجاعا |
" وخيرُ الأمرِ ما استقبلتَ منه | وليسَ بأنْ تتبَعهُ اتباعا" |
" ولكنَّ الأديمَ إذا تفرَّى | بلىً وتعيُّباً غلبَ الصَّناعا" |