الشاعر السليب !
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
"بَلِينا وما تَبْلى النجوم " الرواكدُ | رسومٌ عَفَت منها العلا والمحامدُ |
أصاخَ بها للجهل طيرٌ مشردَّ | وسابت بها للغي رُقْمٌ أساود |
وليلة بتنا بالغريّ بساطُنا | رياض ، ومن خد الشقيق الوسائد |
تخال الصبَّا إما سرت كفَّ لا قط | وقد نُظِمتْ للطلِّ فيها فرائد |
تجمع للأحزان جو ملبدٌ | وهبّت من البلوى رياحٌ رواكد |
ومما شجا أن الثلاثة قادهم | لما قادني حَظٌ عن الكل شارد |
صغارٌ بغوا للنحو شرَّ وسيلة | تضِل بها للسالكين المقاصد |
يقولون أعْرب قام زيد وخالد | وما جرّ الا الشؤمَ زيد خالد |
فقلتُ: لئن قاما فذاك الفعل حاضر | وقد بان عما تسألون الشواهد |
وقالوا : جلاميدٌ أقيمت مَحْارِباً | فقلت : جسومٌ دونهن الجَلامد |
فلما دنونا وانجلى ضوء بارق | من الحق ، جلّى الظن ُ ، والظن فاسد |
هناك التقى الجِنُحان منها وأخفقا | ضعيفان مقصودٌ هناك وقاصد |
وما منهمُ الا كما البرجُ ناهض | علينا ومثل الكلب للتُرب ساجد |
يقولون : لا تَهمِس ، وبالهمس قولهم | فقلت : استوى منا خليُّ وواجد |
أراكم " حسبتم كل بيضاء شحمةٍ" | من الناس أو ضاقت عليكم فدافد |
وإلا فهل اغنتكُمُ عن طرائف | من المال هذى البالياتُ الأوابد |
لهم حسب في اللؤم دقَّت عروقُهُ | طوارفُه تسمو بهِم والتوالد |
مُحالاً أرى تصحو من الغي قفرة | أراذلها تُكسى تَعرى الأماجد |
لئن سلبوا ثوباً أرَّثَّ فبعدما | كستهم ثياب العار مني القصائد |