يا فراتي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إي وعيشٍ مضى عليك بَهيِّ | وشُعاعٍ من شّطِكِ الذهبيِّ |
والتفافِ النَّخيل حولَكَ حتَّى | لو تقصَّيْتَ لم تجدْ غيرَ في |
وانبساطِ السَّفْحِ الذَّي زاحمته | دَفَعاتٌ من مَوجكَ الثَّوْري |
وسنا الشَّمس حين مجَّتْ لُعاباً | ارسلته من نورها الكسروي |
فتخالُ الضياءَ والماءُ موجٌ | في رواحٍ من جانبٍ ومجي |
كخيوطٍ من فضَّةٍ بتْنَ طوع الرّيح | بين الشمال والشرقي |
وابتسام البدرِ المطلِّ إذا ما | بات يجلو الدُّجى بوجهٍ وَضي |
وزمانٍ حلوٍ كطلِّ ندّيٍ | لم يَشُبْهُ صفوُ السَّماء بشي |
لو تحولْتَ عن مجاريك أو حُلت | لما جئتَ بالنكير الفري |
يا فُراتي وهل يُحاكيك نهرٌ | في جمالِ الضُحى وبردِ العَشِي |
ملكتْ جانبيك عُرْبٌ أضاعوا | إذ أضاعوا حِماكَ عهدَ قُصي |
نضجتْ بالصَّغار منهم جلودٌ | ولقد تنضج الجلودُ بِكَي |
إي ومجرى الجيادِ يومَ التنّاَدي | ومجرِّ الرماح حول الندي |
دنَّسَتْ طُهْرَكَ المطامعُ حتَّى | لم تَعُدْ تَنْقَعُ الغليلَ برِيِ |
الخَنى ..أين عنه نفسُ أبيّ | والحِمىَ.. أ]ن عنه طَرْفُ الحَمِي |
لا القنا يومَ تنثني لِمَذَبٍ | عن حريم ٍ ، ولا الظبى لكمي |
آه ..لولا خِصبُ العراق وريفٌ | هو لولاه لم يكن بمرِي |
ما استجاشتْ له المطامعُ والتفَّتْ | عليه من المَحَلِّ القَصِي |
واستخفَّتْ به الشعوبُ ، وباتَتْ | وهي ترنو له بلحظٍ خفيّ |
قد نطقنا حتَّى رُمينا بهُجْرٍ | وسكتنا حتَّى اتُهِمنا بِعي |
ورضِينا حُكْمَ الزَّمانِ وما كانَ | احتكامُ الزمانِ بالمَرْضي |
فإذا كلُّ يومِنا مثلُ أمسٍ | وإذا كلُّ رُشدنا مثلُ غَي |
وعلمنا ان ليس نملك أمراً | فصبرنا على احتكام " الوصي !" |