صوت من النجف
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أنابغةَ الدين الذي دون عِرضه | تدافع يُسراه وتحمي يمينُهُ |
مقالُك هز المشرقَيْنِ وقد بكى | لما هاجه ركن َ الصفا وحَجونه |
شحذتَ له الذهن الذكي توقداً | كما شحذت عضبَ الغِرار قُيونه |
فجاء كما راقت شَمولٌ أجادها | بنا جَوْدُها دهرأسفَّتْ سنسنه |
وما كنت شيعياً ولكن مذهباً | دعاك لكف الظن عنه يقينه |
صدقتَ فإما ذنبُه فسكوتُهُ | لدنيا وأما عاره فسكونه |
كثيرٌ محبوه الكرام وإنما | لما قد عراه أخرستهم شجونه |
هو الدين اما حاكمته خصومه | فقرآنُهُ يقضي عليهم مبينه |
وما هو الا واحد في جميعه | وإن رجم الغاوي وساءت ظنونه |
أخلايَ ما أحلى التآلفَ في الهوى | إذا كثُرت عُذّالُهُ وعُيونه |
هلُموا فهذا الروض زاهٍ أريضُهُ | لنرتاده والماءُ صاف معينه |
نسير معاً لا العرق مني بنابِض | سواكم ولا عهد الإخاء أخونه |
فلو ريْمَ كشفُ الستر عن قبر أحمدٍ | إذن لشجانا نَوْحُه وحنينه |
تجمعنا من أمره لو نطيعه | ووحدتناً من عهده لو نصونه |
أعد نُصرةَ الاسلام تقض دُيونه | سيَجزيك عنه الله فالدين دينه |
أثرها على اسم الله نفثةَ واجد | تهيج الذي يطوى عليه حزينه |
الستَ الذي إن قال أصغت لشعره | رياض الحمى واستنشدته غُصونه |
يبين له السرُّ الخفي اذا خفى | على غيره ما لا يكاد يبينه |
وتُرقص أوتار القلوب لحونُه | يُخال بها مسُ الصبَّ او جنونه |
فلا تبتئسْ ان طاولتك قصائر | وناطحتك الكبشُ الخفاء قرونه |
فذلك دأب الدهر جرَّع من مضى | بمثل الذي جُرِّعَته مَنْجَنُوْنُه |
مضى عالم الآداب عنا فهذه | حقائقه تفنى ويحيا مُجونه |
وللعلم مثل َ الشعب عمرٌ مقدر | وكلا أراه حان للموت حينه |
أفي العدل يعلو من ذُباب طنينه | ويَصغِر بالليث الهزبر عرينه |
ويسكت عن حق ويعزى بباطل | وتغضي على هضم الأبي جُفونه |
ويُظلم من كانت تَهَشُ لصوته | سهول الفلا شوقاً وتبكي حُزونه |
يُردّد في صدح الهزار صُداحُهُ | وتستقطر الصخر الاصم لُحونه |
وما كان بالمستضعف العزم من سطا | بعز المعالي والمعالي تُعينه |
وراءك أقلام يهوِّن وقعُها | شبا السيف إن ساوى القرينَ قرينه |
تُمَدُّ بها أيدٍ طِوال يُطيعها البيانُ | جنيباً إن تعاصت فُنونه |
ويَرْفِدها الفكر الغزير كأنه | مصبُّ غدير طافحات ٌ مُتونه |