قف بأجداث الضحايا ...
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
حضَنَ " التاجُ " بنيه فتعالَى | وتعالى " حارسُ التاج " جَلالا |
وتعالت أُمةٌ لم تنحرفْ | عن مدى الحقِّ ولا زاغَت ضَلالا |
أُمةٌ تكرهُ من مستعمِرٍ | فَرْضَه النصرَ ! وتأبى الانخِذالا |
اوطأت أقدامَها " عارمَة " | حسَكَ الجور ، وشاءَته انتِعالا |
وتخطَّت جمرَة الغيضِ إلى | " وقدةِ " المَوتِ فزادتها اشتِعالا |
ومشَت " للهُلْك " تدري أنّه | يسألُ الرّوح عن الدنيا زَوالا |
عرفَت أنَّ الذينَ استفرَشوا | حُلَلَ الديباجِ غَنْجاً ودَلالا |
نَعمت أظفارُهُمْ من " رقةٍ " | فهي لا تَقوَى عن اللحم انفِصالا |
ثم شاءوا المجدَ فيما يُقتَنَى | حِلْيةً تُضفي على البيتِ جَمالا |
كتَبَ الدهرُ على أبوابِهمْ | هَهنا يرقُد من عافوا النِضالا |
ههنا يرقُدُ من ظَلّوا على | هامِشِ " التاريخ " كَلاًّ وعِيالا |
والذين استنزَفوا طاقاتِهم | في المشقّات هُم كانوا الرجالا |
حضَنَ التاجُ بنيهِ حضنْةَ الليث | لا يبغي عن " الشِبل " انفِصالا |
وتحدَّى من تحدَّى معلناً | أنه يَقبل في الحق النِزالا |
وانبرَتْ كفٌّ هي البُرْهُ مشَى | فشفَى من " مُزمن " داءً عُضالا |
تمسَحُ الدمعةَ سالتْ حرّةً | فوق جُرحٍ فاحَ بالعِطر وسالا |
ورَمى نَسْرُ قُرَيشٍ فوقَهم | من جَناحَيه الحبيبَيْن ظِلالا |
يَسْتجِمُّ المجدُ في أفيائها | مُتعَباً لاقى من الجَهد كَلالا |
يا حُماةَ الطُهرِ في مُعترَكٍ | زَحَمَ الطُهْرَ به الرجسُ فمالا |
كرفيفِ الزَّهر في رَيْعانه | لم تُدنِّسْه يدُ الجاني ابتذالا |
نَسَلوا من كل حَدْب ، نسوةً | ورجالا ، وَجنوباً ، وشَمالا |
يا شباباً صَبَغوا الأرضَ دماً | كان في " وجنة " سِفر المجدِ خالا |
مَنَحَ الباغي هواناً وصغى | وحَبَا الأمّةَ زهوا واختِيالا |
أكثِروا من دَمكمْ تَستَكثِروا | من فمِ التاريخ مجداً وابتهالا |
فهو ظَمآنُ إلى أمثالِهِ | لا دماءٌ خَثَرت فهي كُسالى |
واكتُبوها صفحةً إن ذُكِرت | كنتُمُ الأمثال فيها والمِثالا |
ليلةٌ ألقَتْ اليكم ثِقْلَها ! | وليالٍ سَوف تأتيكم " حَبالى " ! |
واختِموا عهد َ " زعامات " عَفَتْ | كاذباتٍ لفَقوهُنَّ انتحالا |
جامعاتٍ – كلَّ ما لا يلتَقي | من نَقيضَيْن – شَناراً واحتِفالا |
من حُطام لُمَّ من كلِّ خَنا | وادعاءٍ صارخٍ قيلاً وقالا |
وَمُدِلّين بأن قد قَرَنوا ! | بالخَنا جاهاً وبـ " الحُظِوةِ " مالا |
قِف بأحداث الضّحايا لا تُسِلْ | فوقها دَمعاً ولا تَبكِ ارتجالا |
لا تُذِلْ عهدَ " الرجولات " التي | تكرهُ الضَعْفَ . وتأبى الانحِلالا |
وتَلقَّفْ من ثَراها شَمّةَ | تملأُ المنخِرَ عِزا وجلالا |
وَضَعِ " الإِكليل " زَهْراً يانعاً | فوقَ زهرٍ من ضمير يَتلالا |
ثم خَفِّضْ من جَناحيك بها | ثم أبلغْها إذا شِئتَ " مقالاً " ! |
أيُّّها الثاوونَ في جَولاتكم | طِبْتُمُ مَثوى ً وعُطّرتُمْ مجالا |
كلُّنا نحسُدُكم أن نِلْتُمُ | شَرَفَ الفُرصةِ – من قبلُ – اهتبالا |
كلُّنا نمشي على آثارِكمْ | بالضَحيّات خفافاً وثِقالا |
كلُّلنا ممتَثِلٌ من وَحيكم | ما يُريد الوَطنُ الحُرُّ امتِثالا |
فإذا شِئْتُم مَشَيْناها ونىً | وإذا شئتم مشيناها عِجالا |
وإذا شِئتُم صَبغْناها دماً | صبغةً تُؤْذِنُ بالحال " انتقالا " |
يا حفيظَ العهدِ للوادي ويا | أمَلَ الوادي فُتُوّاً واقتبالا |
وصليبَ العُود يَأبَى غمزةً | ورفيعَ الرأس يأبَى أنْ يُطالا |
هُرِعَ الشعب إلى مُنقذِه | مُلقِياً في الساحة الكبرى الرّجالا |
كَذَبَ المُلقون في رُوعِكُمُ | أنَّه يطلُبُ أمراً لن يُنالا! |
قل لأولاءِ الذين استأثَروا | بالملذّاتِ وبالحكمِ احتيالا |
والذين اختَلقُوا أنّهُمُ | وحدَهُمْ مدُّوا إلى العرشِ حبالا! |
كم وكم ثاوٍ بجُحْرٍ مُظلمٍ | وحريبٍ يأكلُ الماءُ الزلالا |
كان أصفى نيةً في حُبّكم | من مُدِلّينَ نِفاقاً وافتِعالا |
والذين افتَخروا أنَّهم | يَلبَسون " الشعب " ما شاؤا نِعالا |
والذين استَنْفَروا من حولهم | زُمراً عبَّأها الشرُّ رِعالا |
ليسُدَّ " السوطُ " مَجْرَى فكرةِ | وتُعيقَ " النارُ " قَولاً أنْ يُقالا |
قلْ لهم : لَسْتُم رفاقي فانفِروا | إنَّ هذا الشعبَ لا يَبغِى مُحالا! |
إنه يَشجُبُ من حُكّامه | خُطةَ العَسف ويأبى الاغتِلالا |
ويريدُ العَدْل في أحكامه | والمساواةَ وان عزَّتْ مَنالا |
لا " يُقالُ " الشعبُ لكنْ طغمةٌ | تسترقُّ الشَعبَ أولى أن تُقالا |