النفثة!
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
السَّلم لا يُجدي بيوم الكفاحْ | فاستقبلِ الأيام شاكي السلاحْ |
واغتنمِ العمرَ وساعاتِه | فانها تمر مرَّ الرياح |
حسبُك فيما قد بقي عِبرةٌ | لا يَرُح اليومُ اذا الأمسُ راح |
آهٍ على الفُرصةِ ضيعتَها | والآن إذ تطلُبها لا تُتاح |
بالعزم نِلْ يا شرق ما لم يُنَلْ | فالغرب قد طار بِهذا الجَناح |
لا تك مهما اسطعت رِخو الجماح | واستنزلِ الدهرَّ على الإقتراح |
يكفيك ما كابدتَ من ذِلّة | الملكُ قد فُرِّق والعرش طاح |
هلاّ إلى مَكْرُمةٍ خُطوةٌ | يا شرق يا ذا الخُطُوات الفِساح |
يا أمةً أعمالُها طفرةٌ | بُشراك قد انتجت قبل اللِّقاح |
سائمةُ الحيِّ اطمأنتْ به | مرعىً خصيبٌ ونميرٌ قراح! |
أْلجِد ما تُضمر من طيّةٍ | وكل ما نُعلن عنه مزاح |
نُحْتُ وغنَّيتُ ولا مِيزةٌ | قَبْلِيَ كم غنّى هزارٌ وناح |
لا غرو أنْ سال قصيدي دماً | فانَّ قلبيْ مثخنٌ بالجِراح |
يا ظلمةً قد طبقّتْ موطني | دومي : فشعبي لا يُريد الصّباح |
الشؤم قد أوهم أوطاننا | أن ليس يُجدي المرء إلا النِّياح |
ما لبلادي فظّةٌ روحُها | بعيدة عن هزةِ الارتياح |
من لي بشعبٍ واثقٍ آمنٍ | غُدُوُّهُ لغايةٍ والرَّواح |
قد فَوَّضَ الأمرَ لشُبانِهِ | فكُلِّلتْ أعماله بالنجاح |
تَوَّجَهُ الوعيُ بألطافه | بِشراً كما تُوِّجَ زهرُ البِطاح |