على سعد
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قم والتمسْ أثرَ الضريحِ الزاكي | وسلِ " الكِنانةَ " كيف مات فتاكِ |
وسلِ " الكِنانةَ " من أصابك غِرةٌ | واستلَّ سهمَك غيلةٌ فرماك |
أهرامَ مصرَ وقد بناكِ لغاية | " فرعونُ " ذو الأوتاد حين بناك |
علموا بأن سَتداسُ مصرُ وما بها | حتى قبورُ المالكين سواك |
فاستوطنوكِ وَحسْبُ أرضِكِ ميزةٍ | أن لم يَرَوْا ثقةً بغير ثَراك |
تاريخُ مصرَ على يديك يعيده | من جانبيك صدى السنينَ الحاكي |
" زغلول " ضميّه إلى آبائه | " وفؤاد مصرَ ضعيه في أحشاك " |
لا تُهمليِه واذكري أتعابَهُ | وثقي بسعدٍ فهو لا ينساك |
روح على الفردوسِ رفَّتْ حرةً | وتقمصتْ ملكاً من الأملاك |
حَمَلَتْ وما حَمَلَتْ إلى أوطاننا | غيرَ المناحةِ هزةُ الأسلاك |
يا روحَ سعْدٍ قد خبرتِ بلادَهُ | بالله قصيها لمن سوّاك |
واذا رأيتِ النيلَ يَزْفُرُ موجُهُ | ولي بعينك شجو هذا الباكي |
قولي بعينك وردةٌ ما تنقضي | الآمُها من وخزةِ الأشواك |
مصرٌ يداكِ على " العراقِ " عزيزةٌ | أبمنطر منه تشلّ يداك ؟ |
يُسراك من طولِ الملاكمة انبرتْ | وبموت سعدٍ تنبري يُمناك |
عاثت بلُحْمَتِكِ السنينُ ولم تُطِقْ | -لله درَك- عيثةً بسَداك |
هزوا لتجربَة قُواك وساءهم | بعد العنا الاّ تخورَ قُواك |
روح المفاداةِ الكريمةِ علمت | أبناءَكِ الأغيارَ صَوْنَ حماك |
شيع تموج تزاخماً حتى اذا | نزل البلاءُ تضامَنَتْ لبقائك |
وهَبي : بَنُوكِ قَضوا لأجلكِ كلُّهم | عاشت بناتُك حاملات لواك |
يا موجةَ النيلِ احملي تيّارَهُ | علّ " العراقَ " تهزُّهُ عدواك |
ماشي العراق بيومه فلطالما | تاريخُه بسِنينه ماشاك |
وطنٌ مريضٌ زاد في الآمه | ألاّ يكونَ على يديه شفاك |
وتسمَعِّي إن القلوب تفطرت | من أنَّةِ الزُّراع والمُلاّك |
عربُ الجزيرةِ هامدون كأنّهم | لم يُبْتلْوا أبداً بيومِ عراك |
لا يطلبون سوى ارتخاءِ قُيودهِم | أتُراهُمُ لم يطمعوا بفكاك |
هذي الطيورُ البيضُ أين مَفَرُّها | ستُّ الجهاتِ رصدْنَ بالأشراك |
يا سعد أمّا موطني فمهدَّدٌ | - إن لم يُعَدْ بنيانه – بهلاك |
يا سعدُ أبلغُ من قصيدةِ شاعرٍ | يبني القوافي فيك دمعة شاكي |
يا سعدُ ما قدري وقدرُ نياحتي | كلُّ البلادِ نوائحٌ وبواكي |