فيصل السعود..
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
على سَعةٍ وفي طُنَفُ الأمان | وفي حَبّات أفئدةٍ حواني |
بقرب أخيهِما كرماً ولطفاً | وثائرة يُسَرُّ الرافدانِ |
فتى عبد العزيز وفيكَ ما في | أبيك الشْهمِ من غُررِ المعاني |
لأمرّ ما تُحس منِ انعطافٍ | عليك وما ترى من مهرجان |
تأملْ في السُّهول وفي الروابي | ومختلِف الأباطحِ والمغاني |
ألستَ ترى ارتياحاً وانطلاقاً | يلوح على خمائلها الحسان |
وفي شتى الوُجوه ترى انبساطاً | ولو في وجه مكتئب وعاني |
وذاك لأن كلَّ بني سُعودٍ | لهم فضل على قاصٍ وداني |
وأنّهُمُ الملاجيءُ في الرزايا | وأنَهُمُ المطامحُ والأماني |
وأنك والذي أُفِدْتَ عنه | أباك ملاذةُ الحر المُهانِ |
تسوسون الرعية بالتساوي | بفرط العدْل أو فرط الحنان |
فلا مثلَ الجناة يُرى بريء | ولا بَدَلَ البريء يُعافُ جاني |
لكم في ذمة الأحرار دَيْنٌ | وأكرِمْ بالمدُين وبالمُدان |
أبوكَ ابن السعود أبو القضايا | مشرفةً على مرّ الزمان |
ولمَحُ الكوكب المُلْقي شُعاعاً | على شُعَب الجْزيرة والمَحاني |
ورمزُ العبقريةِ في زمان | به للعبقرية كلُّ شأن |
لها كُتِبَ الخلودُ ، وما سواها ، | برغم دعاية الداعين ، فاني |
ولم أر مثلَهُ إلا قليلاً | مهِيباً في السماع وفي العِيان |
كأني منه بين يَديْ هِزبَرٍ | أخي لِبَدٍ على بُعدِ المكان |
أقول الشعر محتفظاً وئيداً | كأني خائفٌ من أن يراني |
وقى اللهُ الحِجزَ وما يليهِ | بفضل أبيك من غُصَصِ الهوان |
ومتَّعَ ذلك الشعبَ الموقَّى | بسبع سنينَ شيقةٍ سِمان |
على حينَ اصطلى جيرانُ نجد | بجمر لظىً وسمّ الأفعوان |
وقد رقَّت لها حتى عِداها | لكابوس بها مُلقى الجِران |
أرادَتْه اضطراراً لا اختياراً | وليس لها بدَفْعَتِه يدان |
فليت الساهرين على دَماراً | فداءُ الساهرين على الكيِان |
وما سِيانِ مشتملون حَزْماً | ومشتملون أحزمةَ الغواني |
تُحاك له الدسائسُ تحت ليل | من الشحناء داجي الطَّيْلسان |
على يد مصطلينَ بهِ غِضابٍ | على عليائه حرِدِي اللسان |
وحُسّاد لذي شرف مَهيب | رَمَوْا منه بسُلٍّ واحتقان |
من القوم الذين إذا استُجيشوا | ذكا لأُنوفهم أَرجُ الجِنان |
مشى للناس وضّاحاً وجاءوا | إليهم تحت أقنعة القِيان |
فقل لهُمُ رويداً لا يَطيشوا | ولا يَغُررْهُمُ فرطُ التواني |
فبالمرصادِ صِلٌّ أرقميٌّ | شديدُ البطش مرهوبُ الجَنان |
يُريهِمْ غفلةً حتى إذا ما | تمادَوْا في اللّجاجة والحِران |
مشى لهم كأروعِ ما تراه | حديدَ الناب محتشدَ الدُّخان |
وقال لشيخهم إن شئتَ ألّا | أراك ترفعاً أفلا تراني ؟ |
إذا لم تَقْوَا أن تبنى فحايد | وكن شَهمْا يقدِّرُ صنعَ باني |
مَشَيْتُمْ والملوكُ إلى مجالٍ | به أحرزتُمُ قَصَبَ الرِّهان |
فجاء مقامُهُمْ عنكم وضيعاً | مقام الزَج زلَّ عن السِّنان |
فلا تحسَبْ بأن دعاةَ سُوءٍ | تحرَّكُ من فلانٍ أو فلان |
ولا شتى زحاريفٍ ركاكٍ | ولا شتى أساليبٍ هِجان |
تَحَوَّلَ عَنْكُمُ مجرى قُلوب | موجهةٍ إليكم بِاتزان |
يسُرُّ الناسَ أنَّ فتىً كريماً | يُسَرَّ ، كما يعاني ما يعاني |
ترفع يا سرورُ عن القوافي | فانكَ لَلْغنيُّ عنِ البيان |
وَهبني كنتُ ذا حَصَرٍ عِيِيّاً | وهبني كنت منحبسَ اللسان |
فما قدْرُ العواطف والنوايا | إذا احتاجت لنقْلِه تَرجَمان |