بَرمٌ بالشباب..!
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
برِمْتُ بريَعانِ هذا الشبابِ | تخارَسَ في الفجرِ صدّاحُهُ |
وجاء خِضَمَّ الحياةِ الرهيب | وكفَّ عن الجدفِ ملاَّحه |
برمتُ فليتَ الرد ى عاصفٌ | بهذا الشباب فيجتاحه |
أموتُ وجهدُ الحياةِ اللذيذ | تطوفُ بعينيَّ أشباحه |
تُهدهِدُ روحيَ أمساؤه | وتُنعشُ نفسيَ أصباحه |
أموتُ وبي ظمأ للشَّجا | تهُبُّ فتعصِفُ أرياحه |
فماليْ وللعيشِ لا تُستثارُ | بنار التحرُّقِ أطماحه |
وماليْ وللموتِ إن لم ترِفَّ | عليَّ من الحُزن أفراحه |
سيُطربُني وقعُ زحفِ السنين | بسرِّ الحياةِ ، وعُمقِ القِدَمْ |
وتفتحُ عينيَّ سُودُ الدياجي | يُنوِّر منها بريقُ الألم |
ستُلهِبُني عاصفاتُ الرِّياح | فقد ملَّ سمعي وئيدَ النَّسم |
أرى الموتَ نبعَ الحياةِ الجميلَ | إذا خَضَبته الليالي بدم |
وعن وهَج الكأس كأسِ الوجود | تُترجِمُ عيناي سرَّ العدم |
ألذُّ عناقَ ظِلالِ الحياةِ | تخالَطَ فيها سرورٌ بهم ! |
ولا أعرِفُ النومَ حتى ترِفَّ | على جانبيهِ نُسورُ الحُلُم |
يُصافِقُ منها الجناحُ الجناحَ | وتُوشِكُ من زحمةٍ ترتَطِم |
ولم أدر ما يقظةٌ لا تُثارُ | عواصفُها برهيب النَّغم ! |