خل النديم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خلِّ النديم ، فما يكون رحيقُهُ | وأدر لَماك إذا غفا إبريقُهُ |
لم يُصبني كأسُ النديم وخمرُهُ | لو دام لي ثغر الحبيب وريقه |
أن تحمِ عن أهل الهوى كأس اللَّمى | فالخمرُ أجود ما يكون عتيقه |
حاشا لعهدك بعد ما عوذتَه | بدقيق خصرك أن يُحَلَّ وثيقه |
عين تؤرقها عدتك قروحها | وحشاً تؤججه عداك حريقه |
حمّل فؤادي ما تشاء يُطق به | إلاّ جفاكَ فذاك لست أطُيقه |
ما نسبة الخَصرْ النحيف مع الحشا | فهل استُعير من الوشاح خفوقه |
أنا ليس لي عنه غنى فلو ارتضى | دينَ المسيح فانني بِطْريقه |
لا أدّعي هجر الخيال وإنما | أرَّقْتُ اجفاني فَسُد َّ طريقه |
طرف تنازعه هوىً ومهابة | هذاك يجذِ به وذاك يعوقه |
أم كيف يسلو عنك نشوان ومِن | كأس الغرام صَبوحهُ وغَبوقه |
قالوا : نَزالِ . فقلت : هل يخشى الوغى | قلبي واسمر قده معشوقه |
كذَب الوُشاة فما يزال كعهده | رَغم الصدود يشوقني وأشوقه |
ما راق في عيني سواه ولا انثني | شئ سواي عن الأنام يروقه |
بالرغم مني بعد طول تواصل | أرضى بطيف منك عز طُروقه |
وقف البيان عليكما فتغزُ لي | بك والثناء إلى " علي " أسوقه |
ما أبعدَ الشأوين هذا إن يضيق | منه الحشا فبذا يُفَرَّج ضيقه |
دع عنك من كعبٍ وحاتِم إنما | للّجود معنى عنده تحقيقه |
المجد ما روجت فيه بضائعاً | للمكرُمات فما عُكاظُ وسوقه |
نسب زهت بابي الجواد فروعُه | وإلى محمدِ ينتمين عروقه |
ذو عزمة مشهورة لو طاردت | شُهْبَ السما ما عاقه عَيُّوقه |
صال العدى فقست صلود صفاته | وسرى الندى فاهتز منه وريقه |
لو يدَّعي الحساد شأوك في العلى | لعريق مجدك يُستَذمُّ عريقه |
أنعم بليلتك التي قضَيتها | والبدرُ من بين السُّتور شروقه |
لله أيُ رِتاج باب رمتَه | حتى استُبيح بهجمة مغلوقه |
عجباً لقلبٍ بالوصال تروعه | ودمٍ بلا ذنب هناك تُريقه |
لي فيك صوغٌ للبلاغة لو خلا | جيدُ الفتاة لزانها منسوقه |
أرفدتُه لك لا كبائر سلعة | لكن كما هنّا الصديق صديقه |
دُمتم على مر الزمان مباهيا | بكمُ ، وأخطي جمعكم تفريقه |