بريد الغربة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هبَّ النسيم فهبتِ الأشواقُ | وهفا إليكمْ قلبه الخّفاقُ |
وتوافَقا فتحالفا هو والأسى | وحَمامُ هذا الأيكِ والأطواق |
عارٌ على أهل الهوى ان تُزدرى | هذي النفوسُ وتُشترى الأعلاق |
ذَم الفراقَ معاشرٌ جهلوكُمُ | من أجلكم حتى الفراقُ يُطاق |
ما شوقُ أهل الشوق في عُرفِ الهوى | نُكرٌ فقد خُلِقوا لكي يشتاقوا |
أما الرفاقُ فلم يَسُؤْني هجرهمْ | إذ ليس في شرع الغرام رفاق |
لو أُبرم الميثاقُ ما كَمَلَ الهوى | شرطُ الهوى ان يُنقَض الميثاق |
كُتُبُ الاله تشّرفت في ذكره | وبذكركمْ تتشرفُ الأوراق |
هذا القريض تكبَّرت بُرُآتهُ | إذ ضاق من ألم الفراق خناق |
عَمَرت بذكركمُ اللذيذِ مجالسٌ | وازَّيَّنَتْ بهواكُمُ أسواق |
ماذا أذُم من الهوى وبفضله | قد رق لي طبعٌ وصحَّ مَذاق |
هي " فارسٌ " وهواؤها ريح الصَّبا | وسماؤها الأغصانُ والأوراق |
وَلِعَتْ بها عُشّاقها وبليةٌ | في الشرق إنْ وَلِعَتْ بها العشاق |
سالت بدفاق النُّضار بقاعُها | وعلى بنيها شحتِ الأرزاق |
يا بنتَ " كومرثٍ " أقلَّى فكرةً | فلقد أضرَّ برأسك الإخفاق |
وتطلَّعي تَتَبَيَّني الفجرَ الذي | تتوقعينَ وتنجلي الآفاق |
لي في العراق عصابةٌ لولاهمُ | ما كان محبوباً الىّ عراقُ |
لا دجلةٌ لولاهمُ ، وهي التي | عذُبت، تروق ولا الفراتُ يذاق |
" شمرانُ " تُعجِبُني ، وزهرةُ روضها | وهواؤها ، ونميرُها الرَّقراق |
متكسراً بين الصخور تمُدّهُ | فوقَ الجبال من الثُّلوج طِباق |
وعليه من وَرَقِ الغُصونِ سُرادقٌ | ممدوةٌ ومن الظِلالِ رُواق |
في كل غصْنٍ للبلايل ندوةٌ | وبكل عودٍ للغنا " إسحاق " |
كانت منايّ فلم تُعَقْ وعجيبةٌ | أني أُحب منىً فلا تُعتاق |
سرُّ الحياة نجاحُ آمالِ الفتى | أما المماتُ فسرُّه الإخفاق |