أخي الياس ..
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أخي إلياسً : ما أقسى اللَّيالي | تُنيخُ بكَلْكَلٍ وتقولُ : مالي |
تَسَمَّعُ إذ تَصامَمُ للنَّجاوى | وتَهْمِسُ إذ تخارسُ للنِّمال |
وتخدَعُنا بمُقْمِرةٍ لَعُوبٍ | وتَرمينا بقوسٍ من " هِلال" |
وتُعطينا اللَّذاذةَ عن يمينٍ | وتطعنُنا دِراكاً بالشِّمال |
وتَفرُشُنا أمانيَ من حريرٍ | وفي طيَّاتِها سُمُّ الصِّلال |
وتُدنينا ، وتُبعِدُنا ، وتلهو | بِنا لهوَ العواصف بالرِّمال |
ونَلْمِسُها ، وتَلْمِسُنا عِياناً | وتمرُقُ مثلَ طَيفٍ من خيال |
أخي إلياسً : لا تَخَلِ المُبَقَّى | يُوقَّى ما احتواكَ من الحِبال |
كأنَّ الشَّمسَ لم تَطلُعْ علينا | ولم نَنعَم بوارفةِ الظِّلال |
ولم نترَوَّ من كأسٍ حرامٍ | ولم نتمَلَّ من سِحْرٍ حَلال |
ولم نتمَنَّ أنَّ الدَّهَر خُلْدٌ | وأنَّا لا نصيرُ إلى زَوال |
ولم نسخَرْ بما نُملي عليه | ولم يسخَرْ بناسِخةِ الأمالي ! |
أخي إلياسُ : لا وصريحِ وُدٍّ | وعاطفةٍ أرقَّ من الزُّلال |
وما شدَّ التَّصافي من عُرانا | وحَّلاها من الفِكَرِ الغوالي |
يَميناً لستُ للدُّنيا بقالي | وإنْ كدُرتْ ، ولا عنها بسالي |
لأنَّكَ كنتَ تُوصيني بهذا | وتُوصيني به سِيَرُ الرِّجال |
ويُوصينا به أنَّا نُواري | حبيباً ، ثمَّ نُعقِبُه بتالي |
ونَرجِعُ مِنْ جديدٍ عن فِراقٍ | أليمٍ ، نستزيدُ مِن الوصال |
وما أنا مَنْ يُحاولُ أن يُداجي | أحِبَّتَهُ بكذِبٍ أو مُحال |
بلى إنّي لَتُعْتَصَرُ اعتِصاراُ | حشايَ ، وأنت محترِبٌ حِيالي |