أنغام الخطوب ...
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما أحوجَ الشاعرَ الشاكي لمُغضِبَةٍ | وميزةُ الشاعرِ الحساسِ في الغضبِ |
أمّا القوافي فأنغامٌ تُوَقِّعُها | يدُ الخُطُوبِ إذا ما هيَّجَتْ عصبي |
أصِخْ لتلحينِ روحي وهي ناقمةٌ | فما يهزُّك لحنُ الروحِ إن تَطِب |
شجتْك كربةُ أبياتٍ وجدتَ بها | على كآبتها تفريجةَ الكُرَب |
ثقافةُ الشعبِ قل لي أين تَنشُدها | أفي الصحافةِ مزجاةً أم الكُتُب |
هذي كما اندفعتْ عشواءُ خابطةٌ | وتلك فيما حوت " حمالةُ الحطب " |
أما الشعورُ فإنّي ما ظَفِرْتُ به | في مجلسِ العلمِ أو في مَحْفِلِ الأدب |
لا ثورةُ النفسِ في الأشعارِ ألْمَسُها | إلا القليلَ ولا التأثيرُ في الخطب |
باكون ما حُرِّكَتْ في النفس عاطفةٌ | وضاحكون ولاشيءٌ من الطرب |
مُسَخّرون بما توحي الوحاةُ لهم | كما تُهَزُّ دواليبٌ من الخشب |
لو عالج المصلحون " الجوعَ " ما فَسَدَتْ | أوضاعُنا ، هذه الفوضى من السغب |
شعبي وما أتوقّى من مصارَحَةٍ | عارٌ على يعربٍ كُلُّ على العرب |
ألهاه ماضيه عن تشييدِ حاضره | وعن لبابِ المساعي قِشْرَةُ النَّسَب |
عشنا على شرفِ الأجداد نَلصقُهُ | بنا ، كما عاش قُطَاعٌ على السَّلَب |
قامت تُرَوّجُ آداباً عَفَتْ عُصَبٌ | ما أبعدَ الأدبَ العالي عن العُصب |
هُزَّ القلوبَ بإحساسٍ تَفيضُ به | ثم ادعُ حتى صخوراً صمةً تُجب |
شانت أديباً وحطَّتْ عالماً فَهماً | مشاحناتٌ على الألقابِ والرُّتَب |
قالوا " أِدْ " لركيكٍ غيرِ مُنْسَجِمٍ | لو في يدي قلتُ عدّ القولَ وانسحب |
حتى صديقٌ عن التقليدِ أرفَعُهُ | مصاخبٌ إذ سوادُ الناسِ في صَخَب |
دومي قوافيّ طولَ الدّهْرِ خالدةً | إن صحَّ أنّكِ أوتادٌ من الذهب |
أوْلا فبيني أدالَ اللهُ من أثرٍ | تنالُ منه يدُ الأعصارِ والحِقَب |