دمعَة على صديق
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حَمَلَتْ إليك رسالةَ المفجوعِ | عينٌ مرقرقةٌ بفيضِ دموعي |
لاتبخَسوا قَدْرَ الدموع فانها | دفعُ الهموم تَفيضُ من يَنْبوع |
للنفس حالاتٌ يَلَذُّ لها الأسى | وترى البكاءَ كواجبٍ مشروع |
وأمضَّها فقدُ الشبابِ مضرَّجاً | بدمائه من كفِ غير قريع |
أأبا فلاحٍ هل سمعتَ مَنَاحَةً | وَصَلَتْ إلى أسماعِ كلِّ سميع |
قد كنتَ في مندوحةٍ عن مثلِها | لولا قضاءٌ ليس بالمدفوع |
أبكيكَ للطبعِ الرقيقِ وللحِجىَ | أبكي لحبلِ شبابِكَ المقطوع |
أبكيك لستُ أخْصُّ خلقاً واحداً | لكنما أبكي على المجموع |
جَزَعاً شقيقيه فهذا موقفٌ | يَشْقَى به من لم يكنْ بجَزوع |
أن التجلُّدَ في المصاب تطبُّعٌ | والحزنُ شيءٌ في النفوس طبيعي |
وإذا صدقتُ فانَّ عينَ أبيكما | قد خَبَّرَتْ عن قلبِه الصدوع |
شيخوخةٌ ما كان أحوجَها إلى | شملٍ تُسَرُّ بقربِهِ مجموع |
وبحَسْبِ " أحمدَ " لوعة "أنَّ ابنهُ " | " لبس الغروبَ ولم يَعُدْ لطلوع" |
لو تأذنون سألتُهُ عن خاطرٍ | مُبْكٍ يَهُزُّ فؤادَ كلِّ مَروع |
أعرفْتَ في ساعاتِ عُمْركَ موقِفاً | بَعَثَ الشُّجونَ كساعةِ التوديع؟ |
إني رأيت القولَ غيرَ مرَّفهٍ | لكن رأيتُ الصمتَ غيرَ بديع |
فأتتك تُعْرِبُ عن كوامنِ لوعتي | مقطوعةٌ هي آهةُ الموجوع |