ليلى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قلتُ يومآً لا بنتي ليلى وقد | أخذتْ ديوانَ «قيسٍ» تَتغنّى |
فكأن الحسنَ أولاها يداً | فأرادت باسمه أن تتجنّى: |
«طبتِ يا ليلايَ نفساً فافهمي | ليس كالشاعر في الأرض مُعَنّى |
هو من أحلامه في جَنّةٍ | فإذا حدّثَ عنها قيل جُنّا |
كلُّنا طائرُه في قفصٍ | إنما يطلقه المجدودُ منّا |
لو درى الضاحكُ في سكرتهِ | أنه يشرب دمعاً لتأنّى |
والليالي يتطاولنَ إذا | أفلَ النجمُ الذي نَوَّرَهُنّا |
قُمْنَ في عافيةِ من حبّهِ | يتباهينَ به ما بينهنّا |
يحسب الناسُ جَواه أدباً | قََلَّ من شاركه فيما أَجنّا |
ثم يطوي ليلَه صبحٌ فلا | هو للحبّ.. ولا مَنْ حَبَّهُنّا» |
فأجابتني غناءً في الصِّبا | بالذي حَيَّرَ مَن أكبرُ سنّا |
«لا تسلني - فوجودي عدمٌ - | طائرُ الخلدِ هنا كيف اطمأَنّا |
هو يهفو لجمالٍ رُبّما | خفيتْ آثارُه في الكون عَنّا |
فإذا شاهدَه في روضةٍ | أو سحابٍ مَثّلَ الإحساسَ فَنّا |
والذي يُطربنا من نغمٍ | مُسترقّاً كلّما الليلُ أَجَنّا |
لم يكن غيرَ نياطِ الحبِّ في | قلبه كالوتر الحسّاسِ رَنّا |
هو في نشوته يُفضي بها | نغماتٍ تملأ الآفاقَ حُسنا |
لا تقلْ دنياكَ ظِلٌّ زائلٌ | فشعاعُ الحبِّ فيها ليس يَفْنى |
لو تَجلّتْ قدرةُ الخلاّقِ في | لفظةٍ.. صاغ لها الشاعرُ معنى» |
وانحنتْ فوق يدي تلثمها | خجلاً - حين رأتْ رأسيَ يُحْنى |
ثم قالت وَهْي تلهو بالذي | قُلِّدَتْهُ دون أن تحملَ مَنّا |
«حَسْبُ عِقْدي إن حوى واسطةً | ما لها في الدُّرِّ صِنْوٌ فتُثَنّى |
عشتَ للشعر ولي يا أبتِ | أنتَ للشعرِ ولي ما أتمنّى» |