تذكر العهود
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أُعِدَّ لك النَّهَجُ الواضحُ | فسِر لا هفا طيرُك السانحُ |
وحيّاك ربك من ناصح | اذا عزّنا المشفقُ الناصح |
يحدث عنك بطيب الهُبوب | نسيمٌ له عبَقٌ نافح |
فكل مكان ربيع يروق | وكل تراب شذىً فائح |
سلام الاله على طالعٍ | يَحارُ بطلعته المادح |
مَهِيب يرُدُّ سناه العيون | وان أُجْهد النظرُ الطامح |
مليكَ العراق وكم جمرةٍ | يَضيق بأمثالها القادح |
ينوح المغرد شجواً فلا | يَغُرَّنْكَ إن غرّد النائح |
أبُثُّك أن الفؤاد الرقيقَ | يُمِضُّ به الحادث الفادح |
الا لا يُقَلْ ، وحُبِيتَ الحياةَ ، | وريدُك أنت له ذابح |
وإنك مستبدِل باليسَار | يميناً لها الشرف الراحج |
وانك خودعتَ عن نية | فؤادُ الحسود بها طافح |
فقد سار بين حُداة الركاب | حديثٌ يرِق له الكاشح |
تنُمَّ الشَمال به للجَنوب | ويُنبي به الغاديَ الرائح |
وحاشاك ، حاشاك كيف استُخِفَّ ، | لما بلَّغوا ، حِلْمُك الراجح |
بودي لو مجمَلاتُ الحديث | تباح لينشُرَها شارح |
لتعلمَ كيف خبايا الصُّدور | ومن هو في غيبهِ جارح |
لئن سرهم أننا عزَّلٌ | فقد أخطأ المقتلَ الرامح |
وفيمن تصول لرد الصَّيال | يمينٌ لها عَضُدٌ طائح |
تذكَّرْ لعل ادكارَ العُهود | يُراح به نَفَسٌ رازح |
غداةَ استضّمك في " كربلاء " | وإياهم المجلسُ الفاسح |
هُمُ ألْقحوا الأمر حتى إذا | تَمخَّض لم يَجْنِه اللاقح |
فيا جَبرَ اللهُ ذاك الكسير | ويا خَسِرَ الصفقةَ الرابح |
ووالله لا الوِرْدُ عذبُ النمير | ولا العيشُ من بعدِهِمْ صالح |
وأقسمُ لولا أمانٍ يُراض | بتعليلهن الحشا الجامح |
لبِتنا وكلٌّ له شاغل | وكلٌّ على قربه نازح |
ولولا قدومُك كان " الغري " | لفقدهم وجهُهُ كالح |
وإنا لنأمُلُ نصرَ اللُّيوث | وأن يُلْقَمَ الحجرَ النابح |
ودام مَقامك للوافدين | كالركن ما مِسِحِ الماسح |