الذكرى المؤلمة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أقول وقد شاقتنيَ الريحُ سحرةً | ومَنْ يذكرِ الاوطانَ والأهلَ يَشْتَقِ |
ألا هل تعودُ الدارُ بعد تشتُّتٍ | ويُجْمَعُ هذا الشملُ بعدَ تفرُّق |
وهل ننتشي ريحَ العراقِ وهل لنا | سبيلٌ الى ماء الفرات المصفَّق |
حبيبٌ إلى سمعي مقالةُ " احمدٍ " : | " أأحبابَنا بين الفراتِ وجِلَّق " |
فو اللهِ ما روحُ الجنان بطيّبٍ | سواكم ولا ماءُ الغوادي بريق |
ووالله ما هذي الغصونُ وإن هَفَتْ | بأخْفَقَ من قلبي إليكم وأشوق |
شرِبنا على حكمِ الزمانِ من الأذى | كؤوساً أضرت بالشراب المعتق |
فما كان يَهنيه صَبوحٌ ومغبقٌ | فإن من البلوى صَبوحي ومغبقى |
خليليَ لا تُلْحى سهامُ مصائبٍ | أُتيحت فلولا حكمه لم تُفَّوق |
تعنف أحكام القضاء حماقة | كأن القضاءَ الحتمَ ليس بأحمق |
كفى مخباً بالحال أنْ ليس مُنيةٌ | لنفسيَ إلا أن نعودَ فنلتقي |
وما فارسٌ الا جنانٌ مُضاعةٌ | ويا رُبَّ خمْرٍ لم تجد من مُصفق |
هنيئاً فلا مسرى الرياح بخافتٍ | وبيٍّ ولا مجرى المياهِ بضيّق |
اتى الحسنُ توحيه إليها من السما | يدُ الغيث في شكل الكمام المفتَّق |
مضى الصيفُ مقتاداً من الحسن فيلقاً | وجاء الشتا زحفاً إليها بفيلق |
كأن الثلوجَ النازلاتِ على الرّبى | عمائمُ بيضٌ كُوِّرتْ فوق مَفْرِق |