منى شاعر
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حمامة أيك الروض مالي ومالك | ذعرت ، فهل ظلم البرية هالك |
نفرت وقد حق النفور لأنني | مجسم أحزان وقفت حيالك |
ولولا جناح طار عن موقع الأسى | لكان قريباً من منالي منالك |
أعندك علم أنني من معاشر | أبوهم جنى واختار أدنى المسالك |
رماهم إلى شر المهالك آدم | فهم أبرياء حملوا وزر هالك |
هلمى .هلمى . أن هاتيك نسبة | تقرب ما بيني وبين الملائك |
ألسنا وان كنا شتاتا يضمنا | اسانا وإن لم تمس حالي كحالك |
ألفت الرياض الزهر يسم ثغرها | وما ألفتي غير الوجوه الحوالك |
هزجت فنظمت الدموع قلائداً | فليت مثالي كان لي من مثالك |
بعيشك كم غنى مثيلك طائر | وكم نائح مثلي ثوى في ظلالك |
تقولين : خلق ليس يدري سوى العنا | عجيب ..فمن أنباك أني كذلك |
رأيتك قبلت الغدير لأنه | على صفحتيه لاح مرأى خيالك |
وداعبت فيه البدر فانصاع مذعراً | موج ارتجافا خشية من جلالك |
فقلت مطاراٍ امة الشرق هكذا | تملكت الاطيار أعلى الممالك |
تباكوا وقالوا : الشرق مال دعامه | وهل دعم قامت بغير التمالك ! |
وقالوا : هي الدنيا عراك ، رويدكم | فانا ضعاف مالنا والتهالك |
نصحنا ولا يجدي وكم قبل رددت | بمثل مقالي صحفهم ومقالك |
سألتك ما معنى وجود مكون | إذا لم تكن عقباه غير المهالك |
وهل هذه الدنيا سبيل لعابر | أم الأرض مهواة الغواة الهوالك |
وإني أراني بين نوم ويقظة | أسيان حالي في هنا أو هناك |
أجيبي فلي صوت يقطعه الأسى | فقد لذ للقلب المعنى سؤالك |
فردت وأوردت مثل زند لقادح | خواطر يسمو وقعها عن مداركي |
وقالت : نعم في ذلك السر حكمة | فقلت : وما شككت في غير ذلك |
وبتنا كما شاءت اخوة جنسنا | خليلين أصفى من عقيل ومالك |
درسنا كتاب العاطفات وما آعتنت | بنو نوعنا الا بدرس التفارك |
الى ان بدا وجه الطبيعة سافراً | يضاحك من ثغر الاقاح المضاحك |
وقد شردت فكري هنالك ضجة | لأطيارها تدعو بنبذ التفاكك |
إذا ما السماء كانت دخانا كما أدعوا | فليس سوى أنفاس أهل الحسائك |
هناك شكرت الطير رأفة مشفق | على جنسه شأن الحزين المشارك |
منى خالجت نفسي وأحبب بها منى | تريني حياتي فوق الشهب النيازك |
فقلت الى اللقيا سلام مودع | هنالك عيش الخالدين هنالك |