عنوان الفتوى : التخلص من الملابس القديمة وأغراض المنزل برميها في القمامة
أنا طالبة، عمري ٢٠ سنة، كنت أتخلّص من ملابسي القديمة أو الجديدة غير المستخدمة، أو الأغراض التي لا نحتاجها -سواء كانت غير مكسورة، أم قديمة مكسورة-، فهل هذا حرام وتبذير؟ وإذا كان حرامًا، فكيف أستغفر ربي، وأكفّر عن ذنبي؟
للتوضيح: لديّ لبس لا أستخدمه، وليس لديّ مكان أضعه فيه، وأعطيته لأختي، فقالت: أبقه عندك لعلك تحتاجينه، فتخلّصت منه في القمامة -سواء برميه بأكمله أم بتقطيعه قطعًا صغيرة-.
أو كان لدينا غرض في المنزل لا نحتاجه، ولا نستخدمه -كعلبة، أو عصا، أو كرتونة، أو سلع قديمة مستخدمة-، فأتخلّص منها برميها في القمامة، وأهلي يعرفون ذلك، ويعاقبونني، ويضربونني ضربًا مبرحًا، وكلما رأيت شيئًا لا نحتاجه رخيصًا -قديمًا كان أو غير مكسور-؛ تخلّصت منه وقد توقفت عن ذلك الآن؛ لأن المنزل ليس منزلي.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالملابس وأغراض المنزل الصالحة للاستعمال، أو التصدّق بها على المحتاجين، لا يجوز التخلّص منها بتقطيعها، وإفسادها، أو إلقائها في القمامة؛ لما في ذلك من إضاعة المال، والإسراف المذموم، وقد نهينا عن ذلك، قال تعالى: وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأنعام:141]، وقال: وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا [الإسراء:26]، وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال.
قال النووي في شرح مسلم: إضاعة المال هو صرفه في غير وجوهه الشرعية، وتعريضه للتلف، وسبب النهي أنه إفساد، والله لا يجب المفسدين، ولأنه إذا أضاع ماله؛ تعرّض لما في أيدي الناس. اهـ.
وكفارة ذلك أن تستغفري الله تعالى، وتتوبي إليه.
وما كان من هذه الأشياء ملكًا لغيرك، فأتلفتِه دون إذنه، فاستحِلِّيه منه، أو عوِّضيه عن قيمته.
والله أعلم.