يلومُ عليكِ لا عدمَ الملامهْ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
يلومُ عليكِ لا عدمَ الملامهْ | صحيحُ القلب غرّته السلامهْ |
أبى لؤمُ الطباع له ولوعا | بمثلكِ أو ضلوعا مستهامهْ |
ولم تنبلهُ باللّحظات عينٌ | ولم تطعنه بالخطرات قامهْ |
ولا ماتتْ له نفسٌ وعاشت | مرارا بالرحيل وبالإقامهْ |
وما يدريه ما نزواتُ صدري | إليكِ وما الذي استدعى غرامهْ |
وما سرٌّ ملكتِ قيادَ قلبي | به فمضيتِ آخذة ً زمامهْ |
وهل وصلفتكِ أعجازُ الليالي ال | طوالِ له أعوادُ البشامهْ |
وأوسعه الإهانة َ ثم يفضي | إلى اسمكِ بي فأوسعه الكرامهْ |
سقى عهدَ الطُّويلع ما تمنّى | زمانٌ أن تصوب له غمامهْ |
وعيشا بالجريب وأيّ عيش | وددتُ وما انقضى لو كنت هامهْ |
وليلا بدره لم ينضِ عشرا | غرمتِ وقد سفرتِ لنا تمامهْ |
وليتَ ونابلُ الأيام رامٍ | يصيب بنا المنى أيامَ رامه |
أسائل بان دومة َ عن فؤادي | وقد أودعته سمرَ اليمامهْ |
وكيف بمهجة ٍ أمست بنجدٍ | مضلَّلة ً وتنشد في تهامهْ |
من الساري تجدُّ به بنجدٍ | أضاليلُ السُّرى عقبَ السآمهْ |
إذا وخزتك أنفاس الخزامى | فهبَّ لنا ابنُ ليلٍ كان نامهْ |
فخذ حدّ الأثيلوقل سلامٌ | على بيت عقيلته سلامه |
وما الظبياتُ سارحة ً وربضا | ولا الأغصانُ ميلا واستقامهْ |
بمن أعنى الكنى عنه ولكن | بكلٍّ من محاسنها علامهْ |
أمنها والكواكبُ جاثماتٌ | خيالٌ لم يمتّعنا لمامهْ |
سرتْ والشهرُ قد أرمى ثلاثا | على العشرين خائضة ً ظلامهْ |
على غررٍ وساعة َ لا طروقٌ | ألا ما للجبان وللصرامهْ |
فحيّت واقعين على الولايا | نشاوى لم تنشِّهم المدامهْ |
فواقا ثم طار الصبحُ منها | مجفَّلة ً بقادمتيْ نعامهْ |
تقولُ خف الوشاة َ وإن ألمُّوا | بفاطمة ٍ فقل طرقت أمامهْ |
ومن لي أن يتمّ غدا جحودٌ | وحولي من عتيرتها قسامهْ |
ألا هل رقية ٌ من مسّ دهرٍ | خفيِّ الكيد شيطانِ العرامهْ |
يخاتلني الزمانُ فلستُ أدري | بأيّ جوانبي أنفى سهامهْ |
وحظٍّ لو سألتُ بلال ريقى | عبابَ البحر صاعبني مرامهْ |
يريد الرزقُ أن أدلى عليه | بذلٍّ أو يقال الحرصُ ضامهْ |
وليست قطرة ٌ من ماء وجهي | حرى ً أن أستدرّ بها جمامهْ |
وأعذل في القناعة أن حبتني | وباعتني الضئولة َ بالوسامهْ |
وكم ذي شارة ٍ معناه رثٌّ | وأشعثَ بين طمريهِ أسامهْ |
سيغشم قائدُ الأطماع عنقي | بأنفٍ لا يلين على الخزامهْ |
وينصرني وإن ضعفَ اصطباري | وقد تحمى البنانة ُ بالقلامهْ |
وأروعُ لا يُحلُّ الخطبُ منه | معاقدَ حبوتيه ولا اعتزامهْ |
صليب العود يغمزُ جنب رضوى | ولم تدرك غوامزه العجامهْ |
إذا ضاقت رحابُ الرأى جاءت | بصيرته ففرَّجت ازدحامهْ |
تريه عواقبَ الأمر المبادي | ويبصر ماوراء غدٍ أمامهْ |
وقورٌ لم يخض لغوا بفيه | ولم يسدل على غزل قرامهْ |
تحمِّله فينهضُ مستمرّاً | مليّاً بالحمالة والغرامهْ |
إذا نكص الرجالُ مضى جرياً | كأنّ مميلَ أقوام أقامهْ |
أغرَّ ترى الهلالَ يتمّ بدرا | إذا أبصرتَ منحدرا لثامهْ |
تودّ كواكبُ الجوزاء لو ما | تكون إذا امتطى سرجا لجامهْ |
وإن ركب السريرَ وزيرُ ملك | رأيت التاجَ تشرفهُ العمامهْ |
ومبهمة ٍ مذكَّرة زبونٍ | تخال شرار جاحمها ضرامهْ |
ملبدة ِ الجوانب أمِّ نقع | ترى البيضاء منها مستضامهْ |
يحاذرها الحمامُ إذا تداعت | بها الأبطالُ تحسبها حمامهْ |
كفاها غير معتقلٍ قناه | ولا متسربلٍ حلقاتِ لامهْ |
يشيمُ لحسمها قلما نحيلا | سمينَ الخطب تحسبه حسامهْ |
يناط الملكُ من شرف المعالي | بمندمج القوى ثبتِ الدِّعامهْ |
كلوءِ العين يحمي جانبيه | إذا ذعرت مشلَّلة ً سوامهْ |
تكفَّله فتى ً يفعاً وكهلا | وفي الودعاتِ لم يبلغ فطامهْ |
فلم يسلم لخابطة ٍ جناه | ولم يترك لخائطة ٍ نظامهْ |
وكان متى تعبه بدار صيدٍ | بنائقه يحلَّ بها حرامهْ |
دعا الكافي الخطير لها فلبَّى | أزلّ يشدُّ للجلَّى حزامهْ |
سألتُ فما حلبتُ به بكيا | ولا استمطرت صائفة ً جهامهْ |
ولكن جادمحلولَ العزالى | إذا بدأ الحيا أدلت عصامهْ |
كريم البشر تحسبُ وجنتيه | سماءَ الجودِ والبرقَ ابتسامهْ |
إذا ما شاء أن يغريه يوما | بفرط البذل من يغريه لامهْ |
يزيد الغمطُ نعمته سبوغا | ويقبلُ حبَّه العفوَ انتقامهْ |
ينيلك وهو أصفر منك كفاً | كساقي الماء واستبقى أوامهْ |
على دين الأكارم وهو خرق | يعدُّ الحمدَ أولى ما استدامهْ |
وحبُّ الذكر خلَّى الذكرَ عند السَّ | موءل والندى عند ابن مامهْ |
غرستَ بعقوتي نعما رطابا | مجانيها بشكري مستدامهْ |
ووسَّعَ لي مديحك فضلَ صيت | ووصفُك لي وبرُّك بالكرامهْ |
ولم تترك بعدلِ علاك بيني | وبين صروف أيامي ظلامهْ |
فصنْ غرسا إذا لم يجز فعلا | على نعمى جزاك بها كلامهْ |
بكلّ بعيدة ِ المسرى رفوعٍ | وهادَ القول خافضة ٍ إكامهْ |
تحلَّق حين أرسلها فتمسي | رديفَ النجم سائمة ً مسامهْ |
تبين بها عيوبُ الناس حتى | تخالَ على جبين الشِّعر شامهْ |
لو ان لذي القروح البيتَ منها | لسرَّ ضريحه وسقى عظامهْ |
لها وسمٌ على الأعراض باقٍ | بقاءَ الطوق في عنق الحمامهْ |
تحلَّى صبحة َ النيروز منها | بعقدٍ لا ترى الدهرَ انفصامهْ |
مبشِّرة ً بأنك ألفَ عام | ستدركه كما أدركتَ عامهْ |
رحيبَ الملك ضخم العزّ صعبا | ذراك إن امرؤ بالبغى رامهْ |
بقاءً ما له أمد فيُخشى | عليه قاطعٌ إلا القيامهْ |