منَ العارِلولا أنَّ طيفكِ يطرقِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
منَ العارِلولا أنَّ طيفكِ يطرقِ | علوقُ الكرى بالقلبِ والعينِ يعشقُ |
خيالٌ منَ الزَّوراءِ صدَّقتُ فرحة ً | بهِ خدعاتِ الليلِ والصُّبحُ أصدقُ |
عجبتُ لهُ ادنى البعيدَ وسمَّحَ ال | بخيلَ وأهدى النَّومَ وهوَ مؤرَّقُ |
طوى رملتي يبرينَ لا هوَ شائمٌ | ولا خائلٌ منْ روعة ِ البينِ مشفقُ |
يمثِّلَ منْ خنساءِ غيريَ بأنْ ترى | سوى وجهها شمساً على الأرضِ تشرقِ |
فنبِّهْ منْ أيّامِ جمعٍ لبانة ً | يكادُ لها جمعُ الضُّلوعِ يفرَّقُ |
لدى ساعة ٍ أمَّا الضَّجيجُ فصارمٌ | وأما الوثيرُ منْ وسادٍ فمرفقُ |
وفي الرَّكبِ هاماتٌ نشاوى منَ الوجى | وأيدٍ طريحاتُ الكلالِ وأسؤقُ |
وشغثٌ أراقَ السّيرُ ماءَ مزادهمْ | وهمَّاتهم فيهِ روايا تدفَّقُ |
بهمْ فوقَ لسعاتِ الرّحلِ تململٌ | وفيهمْ إلى أخرى الأماني تشوُّقُ |
كأنَّ لهمْ عندَ الكواكبِ حاجة ٌ | فأحشاؤهمْ مثلُ الكواكبِ تخفقُ |
تسرُّونَ منْ نجدٍ حديثاً عيونهمْ | بهِ في الأحاديثِ المريبة ُ تنطقُ |
ورامٍ بنجدٍ خضَّبَ السَّهمَ منْ دمى | على ما اتقيتُ وهوَ بعدُ يفؤقُ |
حبائلَ ما كانتْ وليستْ لحاظهُ | لها كفَّة ٌ منّي بعضوٍ تعلَّقُ |
هنيئاً لهُ انَّي أداوى بذكرهِ | وقدْ يئستْ منّي الأساة ُ فأفرقُ |
وأنَّي جديدُ العهدِ معْ كلِّ غدرة ٍ | وكلَّ هوى ً لا يحملُ الغدرَ مخلقُ |
مريرة ُ خلقٍ في الوفاءِ وشيمة ٌ | أنستُ بها والنّافرُ المتخلِّقُ |
وقوّدني للحبِّ أوَّلُ زاجرٍ | أخبُّ على حكمِ الزَّمانِ وأعنقُ |
وقدْ كنتُ صعباً في مماسكة ِ الهوى | فعلَّمني جورُ النَّوى كيفَ أرفقُ |
وبصَّرني بالنَّاسِ قلبٌ ممرَّنٌ | ولحظٌ على ظنِّ العيونِ محقَّقُ |
صديقيَ منهمْ أينَ كنتُ مموَّلاً | ثريَّاً عدويّ أينما أنا مملقُ |
لوامعُ قولٍ كالسَّرابِ بلالهُ | بطيءٌ وسرَّ العينَ ما يترقرقُ |
وشرٌّ عليَّ منْ عدوٍ مكاشفٍ | صديقٌ طوى لهُ غشُّهُ متملِّقٌ |
ولكنَّ فذّاً منهمُ صحَّ وحدهُ | عليَّ وسبريَ في الرِّجالِ معمِّقُ |
فذاكَ ابنُ أيّوبٍ وإنء لمْ نقسْ بهِ | بصيرٌ بعوراتِ الاحور محدِّقُ |
غريبٌ دعيٌّ في المكارمِ شفَّهُ | على عجمهِ منكَ القعيدُ المعرِّقُ |
لكَ السَّوددُ العدُّ الحلالَ ومجدهُ | رقوعٌ بأيدي السَّارقينَ تلفُّقُ |
يلومُ على تقصيرهِ عنكَ حظُّهُ | وآفتهُ الحدثانُ والعتقُ أسبقُ |
ومتسعٌ يومَ الخصامِ بصوتهِ | وبابُ الكلامِ الفصلِ عنهُ مضيَّقُ |
إذا ملأتْ فاهُ الخطابة َ سرَّهُ | وما كلّ آلاتِ الفصيحِ التَّشدُّقُ |
وحاسدُ إقبالي عليكَ بخلّتي | ومدحيَّ حلوٌ منهما ومنَّمقُ |
يرى فركة ً بي عنْ سواكَ ومسرحاً | وعندكَ قلبي بالمودَّة ِ موثقُ |
وفي النَّاسِ منْ يبغي مكانكَ منْ فمي | وقلبي مشتاقٌ ورهنكَ أغلقُ |
ومحتجبٌ بالملكِ يشرقُ بابه | بموكبهَِ الغاشي ويرجي ويفرقُ |
دعاني لما أدركتُ منّي ففاتهُ | لسمعيّ أنْ أصطادَ نسرٌ محلِّقُ |
أرادَ برفدٍ طيبٍ ما ملكتهُ | بودٍّ وريحانُ المودَّة ِ أعبقُ |
عابَ أناسٌ حشمتي وتأخُّري | بنفسي وأبوابُ المطالبِ تطرقُ |
وقالوا تقدّم قدْ تموَّلَ ناقصٌ | وأنتَ وأنتَ الواحدُ الفضلِ مخفقُ |
ويا بردَ صدري لو حرمتُ بعفَّتي | ويسري لو أنِّي بفضليَ أرزقُ |
تسمَّعْ فإنَّ الإنبساطَ يقصُّها | أحاديثَ في سوقِ المحبّة ِ تنفقُ |
هلِ المهرجانُ اليومَ إلاّ نذيرة ٌ | بهجمَّة ِ أيّامٍ منَ القرِّ تزهقُ |
مصاعيبُ ترمى كالمصاعيبِ في الدُّجى | لغاماً على الآفاقِ يطفو ويغرقُ |
ترى اللّيلة َ البهماءَ شهباءَ تحتهُ | ويصبحُ منهُ أخضرُ اللونِ أبلقُ |
إذا وليتْ كفُّ الشَّمالِ التئامهُ | فليسَ لكفِّ الشَّمسِ منهُ مفرَّقُ |
وإنْ مسَّ جسماً عارياً مسَّ محرقاً | على بردهِ والثَّلجُ كالنَّارِ تحرقُ |
فهلْ أنتَ منهُ حافظي بحصينة ٍ | تمرُّ بها تلكَ السِّهامُ فتزلقُ |
تضمُّ إلى الدفءِ الجمالَ فوجههاالرَّ | قيقُ وقاحٌ ليلة َ القرِّ يصفقُ |
موافقة ٍ لوناً وليناً كأنَّما | تجاري بعطفيها نضارٌ وزئبقُ |
رعى أبواها منْ خوارزمَ هضبة ً | ترفُّ عليها الغادياتُ وتغدقُ |
ودبَّاً على أمنٍ وخصبٍ فلفَّقا | بجسمها جسماً يقي ويمرِّقُ |
وفيضَ لها طبٌّ فلاءمَ بينها | صناعٌ إذا ولَّيتهُ متأنِّقُ |
أخو سفرٍ منْ إصبهانَ ولادهُ | وبغدادَ منشاهُ مجلٍّ مدقِّقُ |
كأنَّ الَّذي سدَّى وألحمَ روضة ٌ | تفتَّحُ منْ حوكِ الرَّبيعِ وتشرقُ |
لها شافعٌ عندَ القلوبِ بأحمرٍ | حكى دمها تحنو عليهِ وتشفقُ |
وقرَّ بها عندَ النُّفوسِ بأسودٍ | على أبيضٍ أو أبيضٍ فيهِ أزرقُ |
ومهما تكنْ منْ مرسلٍ أو مصوِّرٍ | فرأيكَ في التّقريبِ منهُ الموفَّقُ |
وأحظى لديّ منْ صحيحٍ ببطئهِ | مخيطٌ لهُ ريحٌ بنشركَ يفتقُ |
ويفسدها عندي المطالُ فربما | تسابقُ لفظَ الوعدِ حزماً فتسبقُ |
سواءٌ إذا عجّلتها زينَ منكبٌ | جمالاً بها أو ليثٌ بالتَّاجِ مفرقُ |
ويقبحُ عندَ الودِّ والمجدُ أنَّني | أرى عاطلاً منها وأنتَ مطوَّقُ |