أصبْ برأيي أصابًَ الحظُّ أو غلطا
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
أصبْ برأيي أصابًَ الحظُّ أو غلطا | فانهض لهُ كسلَ المقدارُ أو نشطا |
ولا تفرِّطْ جلوساً في انتظارِ غدٍ | فخيرُ عزميكَ امرٌ لمْ يكنْ فرطا |
خاتلْ يدَ الدَّهرِ وانصلْ غيلة ً أبداً | منْ حبلهِ مارقَ الجنبينِ منخرطا |
ولا تشاورهُ في أمرٍ هممتَ بهِ | فربما لهوجَ الآراءَ أو خبطا |
أنْ قلتَ خذْ بيدي في الخوفِ أرسلها | أو قلتَ في الأمرِ دعني مرسلاً ضبطا |
أبو العجائبِ ادوى أو شفا وكسا | أو برَّ مرتجعاً أو حلَّ أو ربطا |
جبْ هذهِ الأرضَ إمّا عشتَ محتشماً | مؤمِّلاً فوقها أو عشتَ معتبطا |
إما ذنابى فلا تحفلْ بمنقصة ٍ | أو قمَّة َ الرأسِ فاحذرْ أنْ تقعْ وسطا |
فما الحياة ُ وإنْ طالتْ بصالحة ٍ | لمنْ يعدّ متاعاً بائراً سقطا |
ما خطَّة ُ العجزِ والأرزاقُ معرضة ٌ | إلاَّ لمنْ نامَ تحتَ الذُّلِّ أو قنطا |
يا أهلَ بابلَ لا طارَ الوفاءُ لكمْ | بعدي إذا سرتُ في جوٍّ ولا هبطا |
لأتركنَّ رحيليعنكمُ سمة ً | شنغاءَ يعلطُ فيها العارُ ما علطا |
كمْ يمضغُ البينُ لحمي بينَ أظهركمْ | وربَّما ملَّ طولَ المضغِ فاسترطا |
كأنَّني صعبة ٌ فيكمْ معبَّدة ٌ | بدتْ منْ السَّرحِ في وادٍ وقدْ قحطا |
لا فرجة ُ الرائحاتِْ السَّائماتِ لها | ولا ترى ممسكاً في اللهِ مرتبطا |
وإنْ رأى ربُّها نشدانها وقعتْ | في جانبٍ لمْ يعرفْ أهلهُ اللُّقطا |
فهي لمثلي مقامٌ عندَ مثلكمُ | وعندَ سفنِ الفلا الإرقاصُ والملطى |
والأرضُ حاملة ٌ ما شاءَ راكبها | بزلاءَ ذاتَ سنامٍ تامكٍ ومطا |
فلتأتينَّكمْ بالغيبِ هاجرة ً | يضحي بها ورقُ الأعراضِ مختبطا |
صوائباً كسهامِ النَّزعِ معتمداً | وافى لمقصدهِ أو عائراً مرطا |
تمضي فلا يملكُ الإعتابُ رجعتها | ومنْ يردُّ عقيلاً بعدَ ما انتشطا |
باتتْ تخوِّفني الأخطارَ مشفقة ً | ترى الإقامة َ حزماً والنَّوى غلطا |
هلْ تعلمينَ أمرأً ردَّتْ محالتهُ | على الحفيظينِ ما خطَّا وما نقطا |
وهلْ رأيتِ الذي نجَّاهُ مجثمهُ | بعقوة ِ الدَّارِ أو أرداهُ إنْ شحطا |
ما نحنُ إلاَّ قطينُ الموتِ يعسفُ با | لواني ويلحقُ بالسلاَّفِ من فرطا |
وطولُ أيَّامنا والدَّهرُ يطلبنا | مراحلٌ تنتهي أعدادها وخطا |
وقدْ كانتْ الدَّارُ دراي والكرامُ بها | حماة ُ سرحي وجيراني معي خلطا |
يحرِّموني فلا عودي بمهتصرٍ | فيهمْ ولا خضرُ أوراقي لمنْ خرطا |
ويؤمنونَ بآياتي فيتبعهمْ | مقلِّداً منْ بغى فيها ومن غمطا |
صحبتهمْ وشبابي روضة ٌ أنفٌ | ألوثُ منهُ برأسي فاحمِ قططا |
مرفرفينَ على برِّي وتكرمتي | حتى غدا شعري في لمَّتي شمطا |
لا الظنُّ أكدي ولا أجدي بمدحهمُ | وحبُّهمْ حاسَ مثقالاً ولا حبطا |
أجادلٌ منْ بني عبدِ الرَّحيمِ علتْ | محلِّقاتٌ وخلتني ومنْ سقطا |
لما رأتْ قللُ الأطوادِ ساكنة ً | أولى بها عافتْ الأوطانَ والغوطا |
لو لمْ تكنْ أنجماً للنَّاسِ ما طلبتْ | ذرى الشَّواهقِ فاختطتْ بها خططا |
ناطوا منازلهمْ بالهضبِ نازحة ً | فقطَّعوا وحشة ً منْ قلبيَ النِّيطا |
كأنَّهمْ يومَ ذمُّوها مخيَّسة ً | كانتْ على كبدي أيدي المطي تطا |
بانوا بغبطة ِ أيَّامي وكانَ بهمْ | عيشي كما اقترحَ المحبوب واشترطا |
فإنْ سألتُ زماني أنْ يعوضني | بهمْ بديلاً فقدْ كلَّفتهُ شططا |
سعى إلينا كمالُ الملكِ غادية ً | وطفاءَ ترضي من الإعراضِ ما سخطا |
إذا سرتْ روَّضتْ بالأرضِ أوجعلتْ | عرضَ البسيطة ِ فيما بيننا بسطا |
كأنّها بمجاري ذيلها رقمتْ | وشيِّاً بنمنمة ٍ أو فوَّفتْ نمطا |
لها منَ الفكرِ إمدادٌ بلا أمدٍ | كأنما ماؤها منْ كفة ِ انبسطا |
تردُّ معرضة َ الأسماعِ مقبلة ً | والجعدُ منْ كلِّ فهمٍ ليَّنا سبطا |
تميسُ فيها سجاياهُ فتحسبها | كواعبُ الحيِّ قامتْ تحملُ الرِّيطا |
جزاءُ ما حاطَ لي منْ حرمة ٍ ورعى | عهداً وما مدَّ منْ نعمى وما بسطا |
فتى ً يرى يديَ العليا على يده | إذا سألتُ نوالاً أو قبلتُ عطا |
أفادني العزَّ في الجدوى فصيَّرني | على انقباضي إلى جدواهُ منبسطا |
ردَّ الكمالَ حبيساً في حبائلهِ | عبداً فأطلقَ عنْ يدي النَّدى الرُّبطا |
لو كانَ خلقُ النَّدى مما يجادُ بهِ | حباكَ أخلاقهُ جذلانَ مغتبطا |
خلائقٌ تحبسُ الغادي لحاجتهِ | طيباً وتستنزلُ الأحداجَ والرُّبطا |
كانَ خمَّارَ بصرى باتَ يسكبها | أو فضَّ عطَّارَ دارينِ بها سفطا |
حلوٌ جناها إذا عاذَ الصَّديقُ بها | وحنظلٌ منْ أعاديها لمنْ خبطا |
سهولة ٌ الماءُ فيها رقَّة ٌ وندى | وقسوة ُ النَّارِ فيها هيبة ٌ وسطا |
إذا حمى أقسطتْ أحكامَ صارمهِ | وإنْ همى قاسماً أموالهُ قسطا |
إذا استجمُّوهُ لمْ تضغطهُ جلستهُ | توحشاً أو دعوهُ فرَّجَ الضَّغطا |
كالسَّيفِ تلبسُ منهُ مغمداً شرفاً | وشارة ً ويقيك الشَّرَّ مخترطا |
كفى القبيلَ وحيدٌ لا قرينَ لهُ | وسادَ أمردَ منْ بالشِّيبِ قدْ وخطا |
قدْ ارهقوهُ فلا جبناً ولا جزعاً | واستخطبوهُ فلا عيَّاً ولا لغطا |
إذا استغشَّوا فلولَ السَّيفِ واتهموا | منَ الذَّوابلَ محطوماً ومنتحطا |
سلَّتْ يداهُ وعينُ الحربِ راقدة ٌ | لهمْ أساودَ يقسمنَ الرَّدى رقطا |
ضمَّوا إلى تاردَ العلياءِ طارفها | تمازجَ الكسبُ والميراثُ واختلطا |
بنتْ لهُ فارسٌ بيتاً دعامتهُ | في الأفقِ لا بينَ ذي طلحٍ وذي الأرطا |
قومٌ قرى ضيفهمْ عقرُ البدورِ إذا | غدا قرى المعتمينَ السُّمنَ والأقطا |
إذا احتبتْ حلقة ُ النَّادي بعزِّهمُ | نصُّوا الدُّسوتَ ومدَّوا دونها السُّمطا |
كنتمْ رضايَ عنِ الدُّنيا فلو حفظتَ | منَ النَّوى شملكمْ لمْ أعرفْ السخطا |
تركتمْ عيشتي بلهاءَ عاطشة ً | في مجهلٍ سبسبٍ ينسي القطاة َ قطا |
قدْ عرقَ الدَّهرُ عظمي بعدَ فرقتكمْ | منْ بعدِ ماخرَّ منْ جلدي وما كشطا |
فلاحظوني على بعدِ المزار بما | يكونُ ستراً على عوراتهِ وغطا |
فليسَ بيني وبينَ الرِّزقِ غيركمُ | إنْ جلَّ أو دقَّ سفَّارٌ ولا وسطا |
واسمعْ لها أنتَ خيرُ السَّامعينَ لها | عذراءَ ما طرَّ معناها ولا لقطا |
مزفوفة ً لمْ يضيعها حواضنها | زوراً ولمْ تعرفْ المدري ولا المشطا |
تغني بشافعها منْ حسنها أبداً | عنِ التَّحسُّنِ مستجلى ً ومشترطا |
كأنَّها لعلوقِ السَّامعينَ بها | تهدي إلى كلِّ سمعٍ عاطلِ قرطا |
للمهرجانِ بها والعيدِ سارية ٌ | ظهراً ينقِّلها رفعاً ومنهبطا |
يومانِ إنْ خولفتْ جنساً هما فلقدْ | تناسبا في اجتماعِ السَّعدِ وارتبطا |
للفرسِ والعربِ منْ شأنيهما شرفٌ | يردُّ خزيَّاً على اعقابها النَّبطا |
فطاولْ الدَّهرَ مغبوطاً بحفظهما | في ظلِّ نعماءَ منْ دامتْ لهُ غبطا |