سل الركبَ إن أعطاك حاجتك الركبُ
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
سل الركبَ إن أعطاك حاجتك الركبُ | من الكاعبُ الحسناءُ تمنعها كعبُ |
قضى أنها مغلوبة ٌ لينُ عطفها | و حصنها أن تملك الأسدُ الغلبُ |
حموها وذابوا أن ترامَ وما حموا | قلوبَ الهوى من مقلتيها ولا ذبوا |
و هزوا القنا الخطار والبيضَ دونها | فمن طالبٌ والمانع الطعنُ والضربُ |
يخافون صوتَ العار أن يصبحوا بها | حديثا وأفواه المواسم تستبُّ |
و ما العارُ إلا أنّ بين بيوتهم | قلوبَ المحبينَ السلائبُ والنهبُ |
لئن أشحطوها أن تزارَ فبيننا | مواثيقُ بعدُ الدار إن رعيتْ قربُ |
و إن حجبتْ والريح تسفرُ بيننا | بنجوى فؤادينا فما ضرت الحجبُ |
و في دارها بالروضتينْ لناظرٍ | شفائفُ ضوءِ البدرِ تكفره السحبُ |
و منها ومن أترابها في ثرى الحمى | عبائقُ تهديها الصبا ليَ والتربُ |
وقفتُ وصحبي في اللوى فأملهم | وقوفيَ حتى وقفتُ ولا صحبُ |
أذاكرهُ مرآة َ يومي بأهله | فيشكو الذي أشكو ويصبو كما أصبو |
و لم أحسب الأطلالَ تخضعها النوى | و لا أنّ جسم الربع ينحلهُ الحبُّ |
تحدثْ بما أبصرتَ يا بارقَ الحمى | فإنك راوٍ لا يظنُّ بك الكذبُ |
و قلْ عن حشي من حرها وخفوقها | تعلمتَ ما تنزو خطارا وتشتبُّ |
و عن بدنٍ لم يبرح الشوقُ معرياً | و شائظهُ حتى التقى الجنبُ والجنبُ |
فلو أنه في جفنِ ظبية ِ حابلٍ | مكانَ القذي ما كان يلفظه الهدبُ |
و هذا ضنا جسمي وقلبي عندها | فكيف به لو كان في جسدي قلبُ |
فطرتُ على طين الوفاء ودينهِ | فنفسي إليه بالغريزة تنصبُّ |
فكم نائمٍ عني وثيرٍ مهادهُ | و جنبي له عن لين مضجعه ينبو |
أصابرُ فيه الليلَ حتى أغيظه | فتحسدَ أجفاني على السهر الشهبُ |
و أعجبُ ما حدثتهُ أنّ ذمة ً | وفتْ فارسٌ فيها وخاست بها العربُ |
عذيري من الأيام أوخمن مرتعي | و رنقنَ لي من حيثُ يستعذبُ الشربُ |
تناوبُ قوماً غضها وهشيمها | و كلُّ نصيبي من معيشتها الجدبُ |
أخلى عليهم عفوها ودرورها | فأرضى بلا ذلًّ بما كده العصبُ |
و أتركها تركَ المسالمِ قادرا | لأسلمَ منها وهي لي أبدا حربُ |
و كم قد شكوتُ الدهرَ لو كان مشكيا | و عاتبتُ جورَ الحظ لو نفع العتبُ |
بلى في يدي لا أكفرُ اللهَ جانبٌ | من العز لي فيه الوسيعة ُ والرحبُ |
و منبعُ جود لو قنعتُ كفى الغنى | و بلَّ غليلي ماؤه العللُ السكبُ |
تعود جوى غيمهُ ونسيمهُ | و أرضيَ أن تزكو عليه وأن تربو |
أقلني من التغرير يا طالبَ العلا | و من كديَ الآمالَ تنهضُ أو تكبو |
فلولا الندى العدُّ الرحيميُّ ما جرى | إلى أيكتي ماءٌ ولا اخضرَّ لي تربُ |
هم الناس ناسي والزمانُ زمانهم | ربيعي وكسبي من رضاهم هو الكسبُ |
نملحتُ فيهم والتحفتُ بريشهم | فوكري بهم حيث استوى الماءُ والعشبُ |
و حسبي غنى ً أو سوددا أنَّ بحرهم | و سيدهم عند الملمات لي حسبُ |
إلى شرفِ الدين انتشطنا حبالها | تعانقُ في نفض الطريق وتختبُّ |
سلائلُ ما صفى َّ الغضينُ وداحسٌ | و حازت كلابٌ رهنها واعتلت كلبُ |
بناتُ الفلا والريحِ كل حسيرة | إليها الرياحُ المستقيماتُ والنكبُ |
كسيرِ العصا المقدودِ لو سلكتْ بها | ثقوبُ الخروت لم يضق دونها ثقبُ |
تخالُ عناناً في العنان من الطوى | و إن شطبتْ بالسوط هي الشطبُ |
تحطُّ إليه وهي قلبٌ من الطوى | و تركبُ عنه وهي مجفرة ٌ قبُّ |
إلى ملكٍ لا يملكُ الخوفُ صدره | خفوقا ولا يغشى على رأيه الخطبُ |
و لا يطبيه التيهُ في معجزاته | إذا هامة ُ المفتون أسكرها العجبُ |
مهيبِ الرضا مستصفحِ السخطِ بالغ | به القولُ ما لا يبلغ الباتر العضبُ |
محيطٍ بآفاق اٌصابة رأيهُ | بديهاً ورأيُ الناسِ مختمرٌ غبُّ |
إذا رفعتْ للإذن سجفا رواقهُ | فلأعين الإشراقُ والآنفِ التربُ |
مقامٌ تلاقى عنده النعمُ السطا | و يجتمع الرغبُ المحببُ والرعبُ |
إذا أمرتهُ مرة من حفيظة ٍ | تسوءُ نهاه خلقه الباردُ العذبُ |
تصورَ من حسنِ وحلمٍ ونائلٍ | ففي الدستِِ منه البدرُ والبحرُ والعضبُ |
من القوم لم تضربْ عليهم إتاوة ٌ | و لم يعتبدهم غيرَ خالقهم ربُّ |
صدورُ قلوبٍ في المجالسِ والوغى | إذا رشحوا فاضوا وإن قدحوا شبوا |
و مدَّ عميدُ الدولة العرضَ راسخا | فحدثَ عن ضربِ العلا الرجلُ الضربُ |
و ما علمتْ أمُّ الكواكبِ قبله | و قبلهمُ أن الهلالَ لها عقبُ |
و أنَّ شروقَ الشمس عنهم سينتهي | إلى ملكٍ في صدره الشرقُ والغربُ |
أرى الملك بعد الميل قامت قناتهُ | و لوحمَ منه بعد ما انصدعَ الشعبُ |
لك البلجة البيضاءُ إن مات فجرهُ | و في يدك التفريجُ إن غشى َ الكربُ |
و قد علمتْ أمّ الوزارة أنها | إذا غبتَ ثكلى قصرها الدمعُ والندبُ |
و تطمعُ مخدوعَ المنى في نكاحها | مطامع كدتها وأنت لها خطبُ |
و دبوا لها تحت الظلام عقاربا | و لو حسبوا وطء الأخامص ما دبوا |
و لما رأوا عنها التفاتك عاجلوا | وثوباً وقدماً طاح بالقدمِ الوثبُ |
رقيتَ بفضل الحلم شوكة َ لسبهم | فقد ماتت الأفعى وقد برأ اللسبُ |
همُ عقروها إذ تعاطوا فعذبوا | و رأيك فيهم صالحٌ وهمُ السقبُ |
و راموا التي يرضى بها الخرقُ وحدهُ | خداعا وتأباها الحزامة ُ واللبُّ |
و من دونها أن يخطبَ الليثُ هدنة ً | من الذئب أو يبكي من العطش الضبُّ |
تحدثهم أحلامهم أنَّ ظهرها | ركوبٌ ولكن يكذبون إذا هبوا |
صلوها فما يشقى من اليوم سعدها | عليكم ولا تذوي وأنتم لها قطبُ |
و لا برحتْ فيكم تجرُّ عزيزة ً | سرابيلَ لا يخفى ذلاذلها السحبُ |
ضممتَ عزيبَ الملك بعد انتشارهِ | و أفرشتهَ أمناً وقد ذعرَ السربُ |
و ما زلتَ بالتدبير تركبُ صعبه | إلى سهله حتى استوى السهلُ والصعبُ |
أحبك وداً من يخافك طاعة ً | و أعجبُ شيءٍ خفيفة ٌ معها حبُّ |
و لو نشزتْ عنك القلوبُ لردها | لسانك هذا الحلوُ أو وجهك الرطبُ |
فما مقلة ٌ إلا وأنتَ سوادها | و لا كبدٌ إلا وأنت لها خلبُ |
و أما القوافي فهي منذ رعيتها | بطائنُ وادٍ كلُّ أعوامهِ خصبُ |
يكاثفها نبتا ويعدبُ مشربا | فلساتها خضمٌ ورشفاتها عبُّ |
صحائحَ ملساً كالدهانِ وعهدنا | بها عند قومٍ وهي مجفلة ٌ جربُ |
و كم بكرة ٍ لمدحك قدتها | فقرت ومن أخلاقها الغشمُ والشغبُ |
تغاديك أيام التهاني بوفدها | مكررة ً لبساً وهنّ بها قشبُ |
بشائرُ ملكٍ صدقهُ فيكَ لا يهي | له ركنٌو لا يقصرْ له طنبُ |
و أنَّ يدَ اللهِ البسيطة َ جنة ٌ | تقيكم وأحزاب السعودِ لكم حزبُ |
يزوركمُ قلبي بها مثلَ منطقي | فلا الغشُّ مخشيٌّ عليها ولا الحبُّ |
و أمدحُ من أعطاكمُ من لسانهِ | و أرضاكمُ من قلبه بكمُ صبُّ |
فلا تعدموا منها عرائسَ عطلاً | لها من أياديكم قلائدُ أو قلبُ |
إذا مشتِ الأقران حولَ خريدة ٍ | فوحدتها في الحسنِ ليس لها تربُ |
أجدُّ بها والطبعُ يجري خلالها | طلاوة َ رقراقٍ ترى أنها لعبُ |
و غيركمُ يرتاب بي إن مدحته | لعرفانه ألاّ يحلَّ لها الغصبُ |
فأرفعهُ بالفعلِ لو كان فاعلا | و قد خفضتهُ من نقيصتهِ ربُّ |
يساءُ كأني بالثناء أسبهُ | لعمرُ أبي أنّ النفاقَ هو السبُّ |