الخوارج والإباضية
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
راجعنا بعض أهل العلم فيما جاء في الجزء الرابع من رسالة (أهل
الصفة) لابن تيمية (276) من قتال أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه
للمارقين، قال: إنه يدل على أن المراد بهم الخوارج ويخشى أن يكون في
نشر هذا تفريق بل إغراء بينهم وبين جيرانهم ... فقلنا: إن شيخ الإسلام بيَّن في المنهاج أن عليًّا رضي الله عنه لم يكفر الخوارج بل قاتلهم لخروجهم عليه وبدئهم إياه بالقتال وعاملهم معاملة الإسلام، وقد نقلنا عنه ذلك في المنار من عهد غير بعيد.
وقد قتل علي غيرهم من المرتدين الذين قالوا بألوهيته. هذا وإن حديث المارقين المذكور في (ص 276) رواه البخاري في قوم يخرجون في آخر الزمان، وقد تكلف في تأويله من حملوه على الخوارج على أنه لم يبق من طوائف الخوارج إلا الإباضية المعتدلون.
وهم من أشد المسلمين استمساكًا بالإسلام وما يخالفون به أهل السنة فهم فيه كأهل كل مذهب، عامتهم مقلدون، ومتعلموهم متأولون، وإذا كان جمهور أهل السنة لم يكفروا غلاتهم المتقدمين، أفنفرق كلمة المسلمين بتكفير متأخريهم المعتدلين؟