من الأسباب المعينة على قيام الليل .. النظر في حال السابقين الصالحين في قيام الليل
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
من الأسباب المعينة على قيام الليلالنظر في حال السابقين من المؤمنين الصالحين في قيام الليل ومدى لزومهم له
فقد كان السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم يتلذذون بقيام الليل، ويفرحون به أشد الفرح، ويجدون راحتهم، بل يجدون أنفسهم في قيام الليل، وإليك بعض أقوالهم:
• قال عبدالله بن وهب: كل ملذوذ إنما له لذة واحدة، إلا العبادة، فإن لها ثلاث لذات: إذا كنت فيها، وإذا تذكرتها، وإذا أعطيت ثوابها.
• وقال محمد بن المنكدر: ما بقي من لذت الدنيا إلا ثلاث: قيام الليل، ولقاء الإخوان، والصلاة في جماعة.
• وقال ثابت البناني: ما شيء أجده في قلبي ألذ عندي من قيام الليل.
• وقال يزيد الرقاشي: بطول التهجد تقر عيون العابدين، وبطول الظمأ تفرح قلوبهم عند لقاء الله.
• ومن أحوالهم قال مخلد بن حسين: ما انتبهت من الليل إلا أصبت إبراهيم بن أدهم يذكر الله ويصلي، فأغتم لذلك، ثم أتعزى بهذه الآية ﴿ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾.
• وقال أبو عاصم النبيل: كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته.
وعن القاسم بن معين قال: قام أبو حنيفة ليلة بهذه الآية ﴿ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ﴾ يرددها ويبكي، ويتضرع حتى طلع الصبح.
• وقال إبراهيم بن شماس: كنت أرى أحمد بن حنبل يحيي الليل وهو غلام.
• وقال أبو بكر المروذي: كنت مع الإمام أحمد نحوًا من أربعة أشهر بالعسكر ولا يدع قيام الليل وقرآن النهار، فما علمت بختمة ختمها، وكان يسر ذلك.
• وكان الإمام البخاري رحمه الله: يقوم فيتهجد من الليل عند السحر فيقرأ ما بين النصف إلى الثلث من القرآن، فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال.
• وقال العلامة ابن عبدالهادي يصف قيام شيخ الإسلام ابن تيمية وكان في ليله منفردًا عن الناس كلهم خاليًا بربه، ضارعًا مواظبًا على تلاوة القرآن، مكررًا لأنواع التعبدات الليلية والنهارية، وكان إذا دخل في الصلاة ترتعد فرائصه وأعضاؤه حتى يميل يمنه ويسرة.
• وقال ابن رجب في شيخه الإمام ابن القيم: وكان ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى، ولم أشاهد مثله في عبادته وعلمه بالقرآن والحديث وحقائق الإيمان.
• وقال الحافظ ابن حجر يصف شيخه الحافظ العراقي: وقد لازمته، فلم أره ترك قيام الليل بل صار له كالمألوف.
ترى لماذا كان هؤلاء الأفاضل كذلك؟!!! الجواب معروف وهو معرفتهم بالله، وحبهم له سبحانه وتعالى فأرادوا الأنس به.
خامسًا: النوم على الجانب الأيمن:
وهو من السنة الثابتة الصحيحة فقد كان سيدنا محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرشد أمته إلى النوم على الجانب الأيمن، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم ليضطجع على شقه الأيمن، ثم ليقل باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين".
متفق عليه
وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن".
متفق عليه
وعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذ مضجعه جعل يده اليمني تحت خده الأيمن".
رواه الطبراني، صحيح الجامع 4523.
فائدة:
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: وفي اضطجاعه - صلى الله عليه وسلم - على شقه الأيمن سر، وهو أن القلب معلق في الجانب الأيسر، فإذا نام على شقه الأيسر استثقل نومًا، لأنه يكون في دعة واستراحة فيثقل نومه، فإذا نام على شقه الأيمن فإنه يقلق ولا يستغرق في النوم لقلق القلب وطلبه مستقره وميله إليه.