أرشيف المقالات

نتائج الجانب النظري لدراسة دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية

مدة قراءة المادة : 11 دقائق .
نتائج الجانب النظري لدراسة دعوة الطالبات
في المرحلة الثانوية


الحمد لله، أحمده تعالى على ما منّ به عليّ من نعم ظاهرة وباطنة، كما أحمده عز وجلّ على توفيقي لكتابة هذا البحث، وأسأله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به المسلمين.
 
بعد هذه الرحلة في دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية، توصلت الباحثة في خاتمة البحث إلى مجموعة من النتائج، تذكرها بحسب تسلسل مباحث الرسالة، وهذه النتائج كما يأتي:
أولا: نتائج الجانب النظري من الدراسة:
تهدف الباحثة في هذه الدراسة إلى توضيح جوانب دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية وذلك من خلال الفصول التالية:
الفصل الأول: موضوعات دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية.
الفصل الثاني: القائمات بدعوة الطالبات في المرحلة الثانوية.
الفصل الثالث: الطالبات المدعوات في المرحلة الثانوية.
الفصل الرابع: وسائل دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية وأساليبها.
الفصل الخامس: معوّقات دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية وطرق الارتقاء بها.
 
وقد مهدت الباحثة لهذه الدراسة بفصل تمهيدي تضمن الحديث عن أهمية دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية وثمراتها.
 
وقد خلصت الباحثة إلى النتائج الآتية:
[1] أهمية وضرورة الدعوة إلى الله في المرحلة الثانوية، وذلك لمكانة المرأة وتكريمها في الإسلام، ولتأكيد انتمائها لأمة الإسلام، كما أنها من أهم ما تتطلبه أهداف التعليم والتربية بالمملكة العربية السعودية، التي تثبت ضرورتها كوظيفة دعوية للمدرسة الثانوية يفرضها الواقع الحالي والمتغيرات المعاصرة.
 
[2] إن دعوة طالبات المرحلة الثانوية تثمر تحقيق العبودية لله وحده، وغرس الإيمان العميق ومحبة الله ورسوله في قلوب الطالبات، وتزكية نفوسهنّ بالطاعات والعبادات القلبية وتنفيرهنّ من المعاصي، وبناء التصور الإيماني الصحيح للكون والحياة للإنسان.
 
[3] إن دعوة الطالبة في المرحلة الثانوية يجعلها تتحلّى بأخلاق الإسلام وفضائله، وتتجنب الرذائل منها، وينمو الحس والضمير الأخلاقي في قلبها.
 
[4] إن دعوة الطالبة في المرحلة الثانوية يهذب سلوكها الديني، ويضبط سلوكها الوجداني والاجتماعي، فتحافظ على السلوك الإسلامي في شؤون حياتها كلها.
 
[5] إن دعوة الطالبة في المرحلة الثانوية يقوّي عندها مجال التزود بالعلم الشرعي وينفي الجهل عنها، ويكوّن ثقافة إسلامية تعينها على أداء وظيفتها المستقبلية في بناء الأسرة والمجتمع، وإشباع حاجتها العلمية وتنمية مهاراتها العقلية.
 
[6] إن الموضوعات التي تقوم عليها بناء شخصية الطالبة في المرحلة الثانوية تنبع من ثلاثة محاور أساسية؛ أحدها: موضوعات العقيدة التي تركز على الجانب الإيماني، لأن غرس الإيمان في قلب الطالبة هو أهم ما تهدف إليه الدعوة إلى الله، والثاني: موضوعات الشريعة التي ترتبط بالعبادات وما تحققه من سمو بالروح وطاعة وتذلّل لله تعالى، والثالث: موضوعات الأخلاق لارتباطها بالعقيدة والشريعة الإسلامية، ولآثارها المباركة على النفس والمجتمع.
 
[7] إن محتويات مناهج العلوم الدينية في المقررات الدراسية في المرحلة الثانوية تحوي كمّا مناسبا ومتنوعا من موضوعات الدعوة، مع وضوح النقص في المنهج المقرر في حفظ القرآن الكريم.
 
[8] إن الدعوة إلى الله هي وظيفة كل معلمة مسلمة تستشعر عظم الأمانة التي تحملها، وهي فرض عين على المعلمات المكلّفات بذلك رسميا، وهنّ معلمات العلوم الدينية، مشرفة مصلى المدرسة، المرشدة الطلابية، وذلك تبعا للمهام الموكلة إليهنّ إضافة إلى تعليمهنّ الطالبات.
 
[9] ضرورة تحلي القائمة بدعوة الطالبات بالصفات التي تؤهلها للقيام بواجب الدعوة إلى الله، وخاصة قوة إيمانها ورغبتها الصادقة في الدعوة إلى الله، الإخلاص وصدق التوكل على الله، علو الهمة وقوة العزيمة، والحرص على طلب العلم والتفقه في دين الله، والغزارة العلمية والإتقان العلمي، والتحلي بفضائل الأخلاق واجتناب رذائلها، وأن تكون قدوة حسنة للطالبات في عملها بعلمها وما تدعو إليه، وسمتها الحسن، كما أن عليها التحلي بالحرص على هداية الطالبات، والخبرة المناسبة بطبيعتهنّ وحاجاتهنّ، والبعد عن الانعزال عنهنّ، بالإضافة إلى بعد نظرها وحسن تنظيمها وتخطيطها لأمور الدعوة.
 
[10] ضرورة إعداد القائمات بالدعوة، على أسس علمية؛ كالاعتماد على القرآن والسنة، وحسن اختيار القائمات بالدعوة، ومراعاة الشمولية والتوازن في عملية الإعداد ليحسن استثمار القدرات والمواهب الكامنة فيهنّ، مع توجيه المعلمات إلى العناية بالإعداد الذاتي لأنفسهنّ، والاستمرار فيه والمداومة عليه، ثم أخيرا العناية بتقويم ذلك الإعداد بشكل دوري.
 
[11] إن جودة إعداد القائمة بالدعوة يعتمد على تكامل جوانبه، وبخاصة الجانب العلمي المتعلق بالعلوم الدينية الشرعية والعلوم الدنيوية المتنوعة، والجانب السلوكي الذي يؤكد على التزام الداعية بالسلوك الإسلامي في عملها وآدابها وقيمها، وحسن التعامل مع الآخرين، والجانب المهني كتدريبها على المهارات المتنوعة من تنظيم للوقت، والتخطيط، والقدرة الخطابية، وإنتاج الوسائل التعليمية، ومراعاة الفروق الفردية، والاستفادة من تقنيات التعلم.
 
[12] إن مرحلة الشباب من أهم مراحل العمر عند الفتاة، لما تتميز به هذه المرحلة من خصائص النمو الجسدي والنمو العقلي المعرفي لديها كظهور الاتجاهات الجديدة في التفكير، ونمو قدراتها العقلية، وشغفها بتعلم الجديد وحبها للاستطلاع والمعرفة.
 
[13] تتميز الفتاة في هذه المرحلة بالتذبذب العاطفي والتقلب المزاجي، ونزوعها للاستقلال، إلى جانب شعورها بالتفرد والغيرية و تبلور مفهومها لذاتها.
 
[14] تتأثر الفتاة في المرحلة الثانوية بمجموعة الصديقات تأثرا كبيرا، الأمر الذي يجعلها تتقبل المعايير والقيم السائدة في بيئتها الاجتماعية.
 
[15] أهمية مراعاة حاجات الطالبات والعمل على إشباعها وتوجيهها بالطرق السليمة، وأهمها: حاجاتها الجسدية كحاجتها إلى تكوين الجسم الصحيح المتحلي باللياقة البدنية، والحاجة إلى الراحة والاسترخاء، والحاجة إلى الصحة الجسدية، وحاجاتها النفسية، كحاجتها إلى الدين والعبادة، وحاجتها إلى فهم نفسها والشعور بذاتها، وحاجتها إلى الأمن، إلى جانب حاجتها إلى الترويح والترفيه، وحاجاتها الاجتماعية، كحاجتها إلى القبول من الآخرين، وحاجتها إلى الاستقلال الشخصي والعاطفي، وحاجتها إلى الرفقة والزواج، وحاجاتها العقلية، ومثاله: حاجتها إلى الاستطلاع وإشباع فضولها بالطرق المناسبة، وحاجتها إلى التفقه في دينها.
 
[16] تتأثر الطالبة في المرحلة الثانوية بعدد من المؤثرات، بعضها داخلي ذاتي، مثل: الدين والوراثة وتكوينها العضوي والنفسي، وبعضها خارجي كأساليب تنشئتها الأسرية، وبيئتها المدرسية، وجماعة الصديقات، والمجتمع بما فيه من ثقافة وقيم ونظم اجتماعية، بالإضافة إلى تأثير وسائل الإعلام.
 
[17] تتنوع وسائل الدعوة إلى الله في المرحلة الثانوية، فمنها الوسائل القولية، كالمحاضرات والندوات الثقافية، والدروس العلمية، والإذاعة المدرسية، والتسجيلات السمعية، والصحافة المدرسية، واللوحات والمجلات الحائطية، والمطويات والرسائل، والمسابقات العلمية والثقافية، ومنها الوسائل الحسية، كأشرطة الفيديو، والحاسب الآلي، ووسائل الإيضاح، والمكتبة المدرسية، ومنها الوسائل التطبيقية، كالدعوة الفردية، والرحلات والزيارات الخارجية، وإقامة المعارض الدعوية، ومجالس الأمهات، والحملات الدعوية، والمراكز الصيفية، والأنشطة المسرحية.
 
[18] تتعدد كذلك الأساليب التي تُستخدم في دعوة طالبات المرحلة الثانوية، ومنها: أسلوب الحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، والحوار، والقدوة، والإقناع والإيحاء، والأسلوب القصصي، وأسلوب ضرب الأمثال.
 
[19] كما تتعدد المعوّقات أمام دعوة الطالبات في المرحلة الثانوية، ويتفاوت تأثيرها في الإعاقة، ومنها ما يتعلق بالقائمة بالدعوة، مثل: وجود خلل في فهمها لمعنى الدعوة وضرورتها للطالبات، وفقدانها للدوافع والحوافز الداخلية، وحرصها على تحقيق مصالحها الشخصية ولو على حساب الدعوة، أو سوء خلقها واتصافها بالقبائح المنفرة للحواس، أو ضعف ثقة الطالبات بها وعدم احترامهنّ لها، أو انشغالها بأنشطة معيّنة على حساب أنشطة دعوية أخرى، وكثرة التكاليف الواقعة عليها وازدحام جدولها بالعبء الوظيفي، وجهلها بالواقع وسطحيتها في التفكير.
 
[20] من المعوّقات التي تتعلق بالطالبة المدعوة ذاتها، ضعف الوازع الديني لديها، وسلبيتها وانطوائها على نفسها، وما تحمله من خلفية فكرية وثقافية، وتقليدها للآخرين، وافتتانها بالباطل وجهلها وغفلتها عن الحق، وتكبرها عن اتباع الحق وإعجابها بنفسها، واتبعاها لهواها وشهواتها، وخجلها وشدة حيائها، وفقدانها للمهارات الاجتماعية.
 
[21] من أبرز المعوّقات المتعلقة بالعملية الدعوية في المرحلة الثانوية: انحصار الأنشطة الدعوية في مصلى المدرسة، واقتصار القيام بالدعوة على فئات معيّنة، وجمود العملية الدعوية وبعدها عن التجديد، وعدم مراعاة حاجات الطالبات وميولهنّ في اختيار موضوعات الدعوة وأساليبها ووسائلها، وكثافة المادة العلمية المقدمة مع عدم مراعاة الفروق الفردية، وضعف التخطيط للبرامج الدعوية، وضعف تشجيع الطالبات على الحضور والمشاركة في الأنشطة، وعدم ملاءمة الأوقات المحددة للأنشطة، ووقوع الازدواجية والتعارض بين القائمات بدعوة الطالبات، وإهمال عملية التقويم لتلك الأنشطة.
 
[22] تتمثل المعوّقات المتعلقة بالبيئة المحيطة في: ضعف البيئة التربوية في المدرسة، والتصلب في الأنظمة الإدارية واللوائح، وتشدد أو تساهل الإدارة المدرسية وضعف تعاونها مع القائمة بالدعوة، ووجود التناقض والتعارض بين سلوك المجتمع والقيم الدينية التي تلقن للطالبة، وضعف العلاقة بين المدرسة والمؤسسات التربوية في المجتمع وخاصة الأسرة، وتأثر الطالبة بالرفقة السيئة، وضعف القدوة في المدرسة أو سوءها.
 
[23] تحتاج المعلمة الداعية إلى مجموعة من السبل التي ترتقي بالدعوة، سواء التي تتعلق بالقائمة بالدعوة، كإرشادها وتدريبها على طرق تنمية مهاراتها وقدراتها المتنوعة، تدريبها لتتمكن من استخدام الوسائل والأساليب الدعوية بكفاءة، توسيع قاعدة القائمات بالدعوة إلى الله، تبادل التجارب والأفكار مع الداعيات الأخريات، تحفيزها على الارتقاء الذاتي، تنظيم الدورات الدعوية والمؤتمرات العلمية الخاصة بالدعوة في المدارس.
 
[24] كما أن من أبرز سبل الارتقاء بالدعوة لدى طالبة المرحلة الثانوية: العناية بتقوية الجوانب الإيمانية في شخصيتها، وتحفيزها للحضور والمشاركة في القيام بالدعوة إلى الله، والرفق في دعوتها ومراعاة خصائص النمو لديها.
 
[25] من سبل الارتقاء المتعلقة بالعملية الدعوية: الاهتمام بحاجات الطالبات وميولهنّ عند وضع الخطط الدعوية، من خلال العناية بالدعوة الفردية والاتصال المباشر بالطالبات، العناية بتوفير حاجات الأنشطة ومستلزماتها، وربط المقررات الدينية بالحياة العامة ومجرياتها.
 
[26] ضرورة العناية بالتطبيقات الدعوية في مجالات دعوة الطالبات، واستثمار المقررات الدراسية في الدعوة إلى الله، مع مراعاة حجم ومستوى المادة العلمية المقدمة، والاستفادة من الوسائل العلمية والفنية الحديثة في الدعوة إلى الله، والتقليل من استخدام الأسلوب التلقيني في الدعوة إلى الله، والعناية بتقويم العملية الدعوية بشكل مستمر.
 
[27] أهمية الارتقاء بالبيئة المحيطة من خلال التعاون مع الجهات العلمية والدعوية والاجتماعية؛ خاصة الأسرة والمدرسة، حتى يتم تهيئة المناخ التربوي الدعوي المناسب في البيئة المدرسية.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣