قدم تخشى الله
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
أفاق من نومه، ورأى نفسه بأنه بلا قدمين ولا يدين وكل أطرافه ليست بجسمه. بقيَ بمفرده! فكرملياً ماذا حدث !؟ أهذا حلم !؟ وفيما كان يتساءل سمع حركة تحت فراشه الممتد على أربعة أعمدة خشبية.
لم يتحرك من فراشه، وكيف له أن يتحرك، ولكنه مال بجسمه قدر ما استطاع وأطل برأسه أسفل السرير.
فكانت المفاجأة أنه وجد أعضاء جسمه مجتمعة تتحدث بهمس وبصوت خافت لئلا يُسْمِعْنَهُ ولكنه سمع همساً ولم يعلم حقيقة كلامهم.
نظراً إليهم بتعجب وعتاب هاه ما هذا ؟ كيف تركتموني لوحدي؟ كيف ساغ لكم ذلك ؟ لأعاقبنكم عقاباً شديداً وصرخ بهم تعالوا ارجعوا لجسمي. اتجهت القدمان إلى الرجل الممدد على السرير تاركة أظافرها عند اليدين وقالت له: نحن قررنا جميعا تركك ولا نريدك ولا نريد البقاء معك، وواصلت تعبنا معك كثيرا ونخاف أن نتعب أكثر يوم القيامة بدخولنا النار بسببك.
فأنت لا تصلي في المسجد ولا تصلي في البيت أيضاً ومع أنه لا يسوغ لك أن تصلي في البيت بدون عذر. وكم مرة جاءت العينان تشتكي وتبكي مما تفعله بها على الشاشات وشهدت على ذلك أذناك.
"اخرسي تباً لكِ ما كان ينقصني إلا هذا قدم بلا أظافر تأمرني بالصلاة" قال الرجل مغضباً للقدمين وأكمل قائلاً: "وأنا حر ولا أريد أن أصلي هيا تعالي التصقي بجسمي قلت لك تعالي".
فردت عليه جوارحه قائلة: "حسناً إذاً.
أنت حر ونحن أحرار أيضاً وقد قررنا الانفصال عنك بحريتنا وإرادتنا وهذه فرصة لن نضيعها وركلت القدم الهواء أسمعت لن نرجع إليك مهما فعلت وهددت"!
وهو يصرخ وهو يرى جوارحه تخرج بعيداً عنه وتتركه وقد شُلّت حركته قائلاً: "أنت قدم حمقاء".
ونحن نقول لهذا الرجل هداك الله ياأخي، أنّى لكَ أن تكون جوارحك أخشى منك لله عز وجل.
كيف لا ترى أنك في موقفٍ حرج.
لمَ لا تتعظ وتستمع للمنادِ حين يقول الله أكبر، ألا تدرك أن الله أكبر من كلِّ شىء وهو خالق كلِّ شىء وسيجعل كل تلك الجوارح تشهد على كل فعلٍ فعلناه في حياتنا.
إن كان خيراً فستشهد به وإن كان شراً فسيعُرَض أمام الخلائق جميعاً يوم الحساب ويوم العرض على الجبار.
ارجع إلى صلاتك يامسلم واعلم أنه الصلاة لا ينال الله منها شىء وإنما ينالك أنت ثوابها وسكينتها وتنعكس إيجابياً على حياتك كلّها وفي الآخرة هي أول ما ستُحاسب عليه.
ومن كانت له عظة ولم يتعظ فليخشَ من الله، ومن اتعظ وعاد لطريق الله لسوف يقربه الله إليه كما وعدنا في كتابه الكريم {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69]