على قارعة العدم
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
هل تبرَّأت يوماً من قوتك وحيلتك ! وتركت جسدك مُلقَى على قارعة العدم !و خرجت من دائرة الحياة الظاهرة إلى أعماق ذاتك الباطنة ! وتَجردت من حواسك البيّنة لتُعمل حواسك الخفية !
...
حينها تجد نَفسك ( نكرة ) لا يعلمك إلا من سوَّاك ! يلزمك صلة إلـٰهية حتى تتمكن من التعرف عليك !
بل وأن تستمد قوة تُحرك بها ذاتك في مسار التعبد والتسبيح !
تأمل ..
!
لا شيء يسبَح في الكون عبثاً ..
الكُل له شأن ومسار وتسبيح !
فالسماء والنجوم، والرياح والسحاب، والشمس والقمر، والطير والجبال، والأرض والدواب والكثير لا يُدركهم إلا من رَفعهم وسواهم وصرّفهم وسخّرهم وسيّرهم وخلقهم ..
فلا يقتصر طرفك على المعاينة ! بل تدّبر فيما وراءها !
..
هل أمسكت بحبال الذل والخضوع والرجاء خشية السقوط في هاوية البعد والضلال والهلاك !
هل أيقنت ذاتك أنه لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه !؟
..
ما بك !
هل استيقنت روحك عظمته فوجلت ! وأحاطت بك رحمته فسكنت !
و هل أعرج قلبك بك إلى سماء الحب السابعة !
..
الآن !
الآن تعود إلى الدائرة ليسوق قلبك المعلق به جَسدك إلى مساره الحقيقي !
فهَـل تخشى الانحراف والسقوط !
إذاً اذكره ذكراً كثيراً، والزم العلم الذي يُنير لك ظلمات الطرقات إليه ! فما هذه الرحلة إلا بداية ! بل هي عين الابتلاء فأنت ما زلت واقفاً !
فعساك تصل !
( نسأل الله محبته وقربه لا سواه ) !
بقلم: هاجر خالد عبدالعزيز