حماها بأطراف الرماحِ حماتها
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
حماها بأطراف الرماحِ حماتها | فلا حفلها منا ولا خلواتها |
و ذبب عنها من عقيلِ بن عامرٍ | أراقمُ لا تحوي شباها رقاتها |
عشيرة ُ مكلوءِ البيوتِ محصنٍ | يعزُّ بنوها أن ترام بناتها |
معودة طردَ العيوب غيوبها | إذا حفظتْ عوراتها أسلاتها |
و حرم واليها الولوعَ بذكرها | و إن عتبت أخرى عليها سماتها |
فهل مغمزٌ في جانبٍ من ورائه | سلامة ُ يا قلبي وهذي حصاتها |
فكم في بيوت العامريات من هوى | يناط كما نيطت بها خالفاتها |
و مثلكَ أسرى لا يسام فداؤها | هوانا وقتلى لا تساق دياتها |
بلى لكَ منها في الكرى إنْ وفيَ الكرى | و في الريح حظٌّ إن جرت نفحاتها |
و ليلٍ بذي ضالٍ قصيرٍ طويله | على البدن تطوي درجه ناجياتها |
ترى العيسُ في أجوازه بقلوبها | إلى قصده ما لا ترى لحظاتها |
بها من حنينٍ تحته ما بركبها | و إن نطقوا الشكوى وطال صماتها |
إذا الريح قرت فاستهزت ضلوعهم | تصلوا بما تذكى لهم زفراتها |
سرتْ بنشاوى من معاقرة السرى | وسائدهم فوق الثرى ركباتها |
نضوا ما نضوا من ليلهم ثم هوموا | غرارا وقد خاط العيونَ سناتها |
على ساعة ٍ جنُّ الفلاة ِ ووحشها | تريها الشخوصَ الزورَ عنا فلاتها |
تخطت الينا الغورَ فالعرضَ فالحمى | و ما ذاك ممشاها ولا خطواتها |
فبتنا لها في نعمة شكرتْ لها | و ما هي جدواها ولا أعطياتها |
عواطفُ دنيا في الكرى لو أردتها | على مثلها يقظانَ عزَّ التفاتها |
فلم أرها وعند قومٍ أداتها | من العيش إلا وهيَ عندي أداتها |
سقى الله شراً دوحة ً لي سيالها | و للناس ملقى ظلها وجناتها |
و لودا ولي من حظها بطنُ حائلٍ | معنسة ٍ شابت وشابَ لداتها |
أغامز منها صخرة ً إرمية ً | تفلُّ النيوبَ وهي جلدٌ صفاتها |
و كيف تسامُ النصفَ أمٌّ تلونتْ | معارفها إن حوشيتْ منكراتها |
ترى الوكلَ المغمورَ كحلَ لحاظها | و كحلُ أخي الهمَّ البعيد قذاتها |
هوت برؤس الناسِ سفلاً وحلقتْ | بأذنابها مجنونة ً طائراتها |
فعندك منها أن ترى ببغاثها | كواسبَ جوحصَّ فيه بزاتها |
ركبتُ من الأيامِ ظهرَ ملونٍ | صبائغهُ والخيلُ شتى َّ شياتها |
و قلبتها يوما فيوما مجربا | فلا سوءها يبقى ولا حسناتها |
سأحملها حتى تخفَّ وسوقها | و أحلمُ حتى ترعوى جهلاتها |
لعلَّ مميتَ الحظَّ يحييه آنفاً | فإنَّ الحظوظ موتها وحياتها |
فلا يؤيسنكَ صدها من وصالها | و لا مطلها من أن تصحَّ عداتها |
ألم تر ملك المكرميين نارهُ | خبت غلطا ثم اعتلتْ وقداتها |
هفا الدهرُ فيهم مستغرا بغيره | فخاضوا وشاكتْ رجله عثراتها |
بغى نقلَ ما أعطوا سفاهاً ولم تكن | هضابُ شروري زائلا راسياتها |
هم السحبُ ملء الأفقِ والدهرُ تحتها | جفاءٌ إذا سالتْ به سائلاتها |
علا السيلُ حتى الصينُ يفعمُ بحرها | فيطغى وفي بغدادَ يجري فراتها |
حمى ناصرُ الدين العلا بعد من مضى | فضمتْ قواصيها ولمَّ شتاتها |
و أضحى بتاج الدولة ِ العزُّ مفرقا | لها تتلظى فوقه خرزاتها |
و إن فروجا سدها مثلُ سعيه | لضيقة ٌ أن ترتجى خطفاتها |
رعاها أبو الأشبالِ حتى دنا بها | لها من شميم سرحها حسراتها |
أخو عزماتٍ لا يراع صديقها | كما لم ينم ولا تنام عداتها |
كريمُ المحيا رطبة ٌ قسماتهُ | إذا ما الليوثُ استجهمتْ عابساتها |
على الصدرِ منه هيبة ٌ تملأ الحشا | ممررة ٌ أخلاقه محلياتها |
و من رأيه في الحربِ عضبٌ وذابلٌ | و ما الحرب إلا سيفها وقناتها |
كريمٌ فما الأحسابُ إلا اقتناؤها | لديه ولا الأموالُ إلا هباتها |
إذا اعترضتهُ هزة الجود ساكنا | نزت بالندى في كفه نزواتها |
أفاد الندى فلم تزل برياضه | رياحُ العلا أو صوحت شجراتها |
من القوم فضوا عذرة الأرض سادة ً | و شابت وهم أربابها وولاتها |
فمن حلمهم أركانها وجبالها | و من جودهم أمواهها ونباتها |
و ليسوا كمن جنَّ الزمانُ برفعه | و جاءت به من دولة ٍ فلتاتها |
و لا كذبا طارت به الريح طيرة ً | فأقعصه أن طأطأتْ عاصفاتها |
تقيلتهم والنفس يكرمُ أصلها | على عرقها الساري فتكرمُ ذاتها |
بك اهتزَّ فرعاها وأنيعَ ظلها | و طاب جناها وانتهت بركاتها |
جمعتَ لها سذانَ كلَّ فضيلة | تعزّ على من رامها مفرداتها |
فمن كان من قومٍ سفاً في أديمهم | و زعنفة ً تزري فأنتَ سراتها |
لئن عركتْ في جنب طودك نبوة ٌ | من الدهر لا تمحى بعذرٍ هناتها |
و هزَّ العدا من حسنِ صبرك صعدة ً | فقد علموا بالهزَّ كيفَ ثباتها |
و ما كنتَ إلا الشمسَ ليثتْ جهامة ٌ | على خدها ثم انجلت غاشياتها |
تنصل منها المالكُ لما تبينتْ | لعينه أخراها ومعتقباتها |
و أبصرها شنعاءَ يبقى َ حديثها | ذميما ولا تبقى َ له عائداتها |
فردك ردَّ السيفِ في الغمدِ لم تعب | مضاربهُ إن ثلمتْ شفراتها |
فكيف يليقُ الحسنُ أوجهَ دولة ٍ | إذا عدمتْ تيجانها خرزاتها |
رعى الله نفسا لا الغنى زادها علاً | و لا فقرها حطتْ له درجاتها |
معظمة ً في حدها وسنانها | و سلطانها لا ما حوت ملكاتها |
إذا قزعتْ يوما من الدهرِ نكبة ٌ | إليها عستْ فلم نسغها لهاتها |
و أنت الذي تعطي وعامك أشهبٌ | عطاءَ رجالٍ خضرتْ سنواتها |
مع الجود أني ملتَ غير مصرفٍ | يمينك إلا حيثُ شاءت عفاتها |
أقلني أقلني جفوة ً ما اعتمدتها | و هجرة َ أعوامٍ خلتْ ما ابتداتها |
و سعياً بطيئا عن مقامي من العلا | لديك إذا الأقدام فازت سعاتها |
فما كان إلا الحظُّ منكم حرمتهُ | و دنيا كثيرٌ بالغنى فلتاتها |
تريد بنفسي كلَّ ما لا تريده | و تمنعها ما تقتضي شهواتها |
و إني لكم ذاك الذي لا حباله | ترثُّ ولا يخشى عليه انبتاتها |
مقيمٌ على نعمائكم حافظٌ لها | مضبٌّ على ما أوجبت حرماتها |
ينقلُ قوما قربهم وبعادهم | و نفسيَ لا تهفو بها مبدلاتها |
تحنُّ إلى أيامكم في ذراكمُ | و تحفزها من عهدكم مذكراتها |
و عندي لكم ن أسخطتكم سوالفي | عوائدُ ترضى مجدكم آنفاتها |
تسيرُ على عاداتها بصفاتكم | طوالعَ تمشي بالعلا مثقلاتها |
نوازلَ في عرض الفلا وصواعداً | تردُ على روحاتها غدواتها |
تخالُ هواديها بنشرِ علائكم | برودَ زوبيدٍ نشرتْ حبراتها |
يقصُّ بها تحت الظلام سميرها | و ترجزكم وجهَ النهارِ حداتها |
تطربها الأسماعُ فيكم كأنما | عزيفُ الملاهي ما تقولُ رواتها |
كأنّ الأولى دارتْ عليهم بيوتها | بنو نشوة ٍ دارت عليهم سقاتها |
مبشرة أيامكم باتصالها | ترى الحسنَ قبلَ أن ترى أخرياتها |
خوالد ما لبيَّ الحجيجُ وطوفوا | و عجتْ بسفحيْ مكة ٍ عرفاتها |
و ما عقروها واجباتٍ جنوبها | تفجر من لباتها فاجراتها |
تزوركم الأعياد مجلوة ً بها | تحلى َّ بما صاغت لكم عاطلاتها |
إذا لعنتْ قوما لئاما ما فإنما | على ذكركم تسليمها وصلاتها |