في إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب
مدة
قراءة المادة :
9 دقائق
.
للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي
- 2 -
في جزء 5 ص23 أما إني لا أرضى من كرمة العد، أن تجر أولياؤه على شوك الرد
قلت: القول من رسالة لأحمد محمد الصخري. وقد ضبطت (العد) بفتح العين والدال، وإنما هي (العد) بكسر العين وبكسر الدال صفة لكرمه.
والعد في الأصل (الماء الجاري الدائم الذي له مادة لا تنقطع كماء العين)، كما في التاج.
والعد الكثرة في الشيء، والعد القديم من الركايا.
وفي الأساس: ومن المستعار: حسب عد، قال الحطيئة: أنت آل شماس بن لأْي وإنما ...
أتاهم بها الأحلام والحسب العد في ج12 ص226 تصدر للتدريس كل مهوس قلت: رويت (مهوس) بكسر الواو وإنما هي بفتحها. في التاج: وهو مهوس كمعظم، وقد يطلق على الذي به الماليخوليا والوساوس وعلى من يشتغل بعلم الكيمياء، والعامة تستعمل الهوس بمعنى الأمل وهو من ذلك في ج8 ص53 وهو القائل: (يعني الحسن بن إسحاق ابن أبي عباد اليمني النحوي): لعمرك ما اللحن من شيمتي ...
ولا أنا من خطأ ألحن ولكنني قد عرفت الأنا ...
م فخاطبت كلاً بما يحسن قلت: ميم الأنام مع جماعتها في الصدر، وإقامتها في العجز تخل بوزنه.
وفي المتقارب تجتمع العروض الصحيحة والمقبوضة والمحذوفة في ج6 ص123 وقال (أسعد بن المهذب) فيه (في الثلج في حلب): لما رأيت الثلج قد ...
غطى الوهاد والقنن سألت: يا أهل حلبْ ...
هل تمطر السما اللبن؟ قلت: اليقين أن الأصل (سألت أهل حلبٍ) في ج6 ص175 ويقول الشعر (يعني الصاحب بن عباد) وليس بزالٍ وجاء في الشرح: أي ليس منحرفاً عن الصو قلت: وليس بمبتذل والشعر الضعيف إنما يوصف بالابتذال لا بالزلل وفي ج5 ص56 حدتني المولى القاضي المفضل جمال الدين قال: دخلت إلى الصاحب أبي بشر وهو في مجلسه، فجلست إلى جانبه، فأنشدني متمثلاً: إنك لا تشكو إلى مُصْمِتِ ...
فاصبر على الحمل الثقيل أو متِ إشارة إلى أنه لم يشكه.
قال أبو زياد الكلابي: ومثل من أمثال العرب: إنك لا تشكو إلى مصمت.
والتصميت أن تقول المرأة إذا بكى صبيها الرضيع وهي مشغولة عنه لبعض صبيانها أو لزوجها: صَمِّتْ هذا الصبي.
فيأتيه فيحضنه بيده حتى يسكت.
قلت: ضبطت (مصمت) في البيت وفي المثل بسكون الصاد وكسر الميم غير مشددة.
وإنما هي بفتح الصاد وكسر الميم مع التشديد.
وبيت الراجز يكسر بذلك الضبط، وفي اللسان والتاج: (صمت الرجل شكا إليه فنزع له من شكايته، قال: (إنك لا تشكو، البيت) ومن أمثالهم (إنك لا تشكو إلى مصمت) أي لا تشكو إلى من يعبأ بشكواك) وما ذكره ياقوت في تفسيره طريف وإن لم يرد.
في ج6 ص18 أرى الناس خلان الكرام ولا أرى ...
بخيلاً له حتى الممات خليل قلت: ضبطت (خلان) بكسر الخاء هنا وفي مواضع كثيرة في الكتاب، وهي بضمها.
والبيت لإسحاق بن إبراهيم الموصلي في مقطوعة أنشدها الرشيد، وختمها بقوله: وكيف أخاف الفقر أو أُحرم الغنى ...
ورأي أمير المؤمنين جميل؟! فقال الرشيد: لا تخف، إن شاء الله.
ثم قال: لله در أبيات تأتينا بها ما أشد أصولها، وأحسن فصولها، وأقل فضولها! وأمر له بخمسين ألف درهم.
فقال له إسحاق: وصفك والله (يا أمير المؤمنين) لشعري أحسن منه، فعلام آخذ الجائزة؟ فضحك الرشيد، وقال: اجعلوها لهذا القول مائة ألف درهم.
قال الأصمعي: فعلمت يومئذ إن إسحاق أحذق بصيد الدراهم مني وقول الرشيد (لا تخف) هو رواية الأغاني.
وما جاء في (إرشاد الأريب) هو (لأكفيك) وقد جاء في الحاشية: هذه طريقة الكوفيين إذا أكدوا الفعل إذ يكتفون باللام بدون نون التوكيد، أما البصريون فيوجبون الجمع بين اللام والنون فيقولون: (لأكفينك) قلت: رواية الأغاني أصح و (لا تخف) تجاوب (كيف أخاف؟) في ج6 ص44 كان ابن الأعرابي يقول: إسحاق (والله) أحق بقول أبي تمام: يرمي بأشباحنا إلى ملك ...
نأخذ من ماله ومن أدبه ممن قد قيل فيه قلت: ترمي بالتاء، وقبله: لست من العيس أو أكفلها ...
وخداً يداوي المريض من وصبه وفي هذه القصيدة: والحظ يعطاه غير طالبه ...
ويخرز الدر غير مجتلبه وهل يبالي إقضاض مضجعه ...
من راحة المكرمات في تعبه في ج6 ص33 وقال (يعني الواثق لإسحاق الموصلي) ما هو الأفضل؟ أدب علم مدحه الأوائل، واشتهاه أصحاب رسول الله ﷺ والتابعون بعدهم، وكثر في حرم الله عز وجل ومهاجر رسوله ﷺ قلت: ما هو إلا فضل أدب وعلم في ج6 ص290 ونص على يوم الوصول نجعله عيداً مشرفاً، ونتخذه موسماً ومعرفاً وجاء في الشرح: المعرف والمعرف واحد المعارف وهي الوجه بما اشتمل عليه، يقال: امرأة حسنة المعارف، وفلان من المعارف أي من المعروفين، ومعارف الرجل أصحابه وأهل مودته كما هو شائع قلت: نجعله عيداً مشرفاً، ونتخذه موسماً ومعرفاً وعرف القوم - كما في اللسان - وقفوا بعرفة، وهو المعرف للموقف بعرفات.
وفي النهاية: وفي حديث ابن عباس: ثم محلها إلى البيت العتيق، وذلك بعد المعرف يريد به الوقوف بعرفة، وهو التعريف أيضاً في ج6 ص231 فهذا الضرب من الكلام يجب أن يفتخر بمثله ويترقق به؟ وفي الحاشية: يريد الافتخار، والترفق السخرية قلت: لم أر الترقق بمعنى السخرية في مكان، وربما أراد القائل بالترفق التظرف والتزيين في ج6 ص200 فليفرج روعك قلت: ضبطت (فليفرج) بلفظ ما لم يسم فاعله وبالجيم. وكلامهم في هذا المعنى (ليفرخ روعك، أي ليخرج عنك فزعك كما يخرج الفرخ عن البيضة)، كما في اللسان، وروى مثله التاج.
وفرخ الروع وأفرخ ذهب الذهب ومن أمثالهم (أفرخ روعك) قال الميداني: أفرخت البيضة إذا انفلقت عن الفرخ فخرج منها.
يضرب لمن يدعى له أن يسكن روعه في ج6 ص195 دببت الضر إلينا ومشيت الجمر علينا قلت: دببت غير مضعفة وكذلك مشيت.
والضر إنما هو (الضراء) في الصحاح: الضراء بالفتح الشجر الملتف في الوادي، وفلان يمشي الضراء إذا مشى مستخفياً فيما يوارى من الشجر، ويقال للرجل إذا ختل صاحبه هو يمشي له الضراء ويدب له الخمر والخمر إنما هو (الخمر) في اللسان: الخمر كل ما سترك من شجر أو بناء أو غيره، ويقال للرجل إذا ختل صاحبه هو يدب له الضراء ويمشي له الخمر في ج6 ص290 سقى الله دارات مررتَ بأرضها ...
فأدنتك نحوي يا زيادُ بن عامر وفي ج7 ص144 أثابتُ بنُ سنان، دعوةٌ شهدت ...
لربها أنه ذو غلة أسِفُ قلت: ضبطت (بن) بالضم في البيتين وإنما هي بالفتح، ولا يجوز الضم بوجه من الوجوه.
و (زياد) و (ثابت) جائز في مثلهما الضم، والمختار الفتح، وفي شرح الكافية ج1 ص141: وقد ذهب بعضهم إلى وجوبه) وفي شرح المفصل لابن يعيش: حق الصفة أن تتبع الموصوف الصفة.
شبه سيبويه حركة الدال من زيد بحركة الراء من امرئ، وحركة النون من ابنم، فكما أن الراء من امرئ تابعة للهمزة، والنون من أبنم تابعة للميم، كذلك أتبعوا الدال من (يا زيد بن عمرو) النون من ابن، لأن الصفة والموصوف كالصلة والموصول، وانضاف إلى ذلك كثرة الاستعمال فقوي الاتحاد.