عنوان الفتوى : من أفطر سنوات كثيرة فهل يجزئه الإطعام عن الصيام؟
عمري 57 سنة، قضيت جله في ديار الغربة، تركت الصلاة 26 سنة، وصيام رمضان 20 سنة دون عذر، فكيف أقضي الصلاة والصيام؟ وهل عليّ القضاء بالصيام، أم يجوز الإطعام؟ وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتوب عليك، ويوفقك لمرضاته.
ثم اعلم ـ هداك الله ـ أنك قد ارتكبت ذنوبًا عظيمة، فيجب عليك أن تبادر بتوبة نصوح، وأن تندم ندمًا شديدًا على ما فرط منك، وراجع الفتويين رقم: 111650، ورقم: 130853.
والتوبة تمحو ما قبلها من الإثم، فإن صدقت توبتك، محا الله عنك هذه الذنوب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له.
فأما الصلوات الفائتة: ففي وجوب قضائها خلاف بين العلماء، انظره في الفتوى رقم: 128781.
ولا حرج عليك في تقليد من يفتي بأحد القولين، وإن كان الأحوط والأبرأ للذمة هو القضاء، فإن أردت القضاء، فإن كيفيته مبينة في الفتوى رقم: 70806.
وأما ما أفطرته من أيام في رمضان، فيجب عليك قضاؤه جميعًا، فتحسب هذه الأيام، وتجتهد في قضائها ما دمت تقدر على ذلك، ولا يجزئك الإطعام ما دمت تقدر على القضاء.
فإن أدركك الأجل، أو عجزت عن القضاء عجزًا دائمًا، فالواجب إطعام مسكين عن كل يوم من هذه الأيام التي أفطرتها، ويخير الورثة بين أن يطعموا من تركتك مسكينًا عن كل يوم، وبين أن يصوموا عنك هذه الأيام.
ومقدار ما يعطى المسكين: نصف صاع من الأرز، وهو ما يعادل كيلو ونصف تقريبًا احتياطًا.
ومن العلماء من يرى أن الواجب مد، وهو ما يعادل 750 جرامًا، وتنظر للفائدة الفتوى رقم: 112468، وما فيها من إحالات.
وتنظر كذلك الفتوى رقم: 159971.
وأكثر من الاستغفار، والأعمال الصالحة، فإن الحسنات يذهبن السيئات.
والله أعلم.