نرقُّ وتقسو بالغوير قلوبُ
مدة
قراءة القصيدة :
8 دقائق
.
نرقُّ وتقسو بالغوير قلوبُ | و نسألُ سكانَ الغضا ونخيبُ |
و تهفو على ذاتِ النقا بحلومنا | وجوهٌ تريحُ الوجدَ وهو عزيبُ |
وقفنا ومنا رابطٌ جأشَ قلبهِ | بريءٌ ومحلولُ العزاءِ مريبُ |
تجاذبنا أيدي الحمية ِ والهوى | و نأبى َ على الأشواقِ ثمّ نجيبُ |
نغالطُ ألحاظ المها عن قلوبنا | و بالرمل قاريُّ السهامِ مصيبُ |
إذا أخفقَ القناصُ راح بكل ما | يرى مطعمٌ للصيد منه كسوبُ |
قضى من دماءٍ ما استحلَّ وحلقتْ | به نية ٌ عما أشاط شعوبُ |
فما هو بعد العنف إلا علالة ٌ | أحاديثُ نفسٍ تفتري وتحوبُ |
تسرك منها والدجى في قميصه | زخارفُ يحلو زورها ويطيبُ |
فتطربُ والشادي بها سامرُ المنى | و تشربُ ما يسقى وجفنك كوبُ |
حمى الله عينا من قذاها على الحمى | تجفُّ ضروعُ المزنِ وهي حلوبُ |
إذا قلتُ أفنى البرق جمة َ مائها | مراها مرورُ البرقِ وهي جنوبُ |
بكت وغديرُ الحيّ طامٍ فأصبحت | عليه المطايا الحائماتُ تلوبُ |
و ما خلتُ قبلي أنَّ عينا ركية ٌ | و لا أنّ ملح الماقيينِ شروبُ |
و ليلة َ ذاتِ البانِ ساهرتُ طالعا | من النجم لم يكتبْ عليه غروبُ |
أسائلُ عن نومي وضوءِ صباحها | و أعيا فأيّ الغائبين يؤوبُ |
سرتْ تخبط الوادي إلى ّ وصحبتي | طريحٌ على أقتابهِ وكئيبُ |
أناخوا إلى تعريسة ٍ قلَّ عمرها | فما هي إلا خفقة ٌ وهبوبُ |
فللريحِ منهم أعينٌ ومسامعٌ | و للتربِ منهم أذرعٌ وجنوبُ |
فزارت فحيت ممسكا بفؤادهِ | له نازعٌ من شوقه وجذيبُ |
فيا لك باقي ليلة ٍ لو تخلصتْ | من الغشَّ يقذي صفوها ويشوبُ |
و لكن نهاني الخوفُ قم أنت مدركٌ | و صاحَ الظلامُ الصبحُ منك قريبُ |
و لم أدرِ أنَّ القربَ عينٌ حفيظة ٌ | على ّ ولا أن الوصالَ رقيبُ |
يخوفني عضَّ الزمان ومنكبي | رديدٌ على حملِ الزمانِ جليبُ |
تعودتهُ لا خاضعا لخطوبه | و كيف وكلُّ العيش فيه خطوبُ |
و كم غمزة ٍ في جانبي لم أقل لها | ألمتِ وجرحى لو شكوتُ رغيبُ |
تعمق فيها مخلبا ومنيبا | و أقلعَ والنبعُ الأصمُّ صليبُ |
و هل أتغطى منه خوفا وموئلي | جنابٌ منيعٌ للوزير رحيبُ |
و دوني منه إن مشى نحويَ الأذى | طرابٌ تدمى الناعلاتِ ولوبُ |
و حصداءُ من نعماه كلُّ مسددٍ | له حيدٌ عن سردها ونكوبُ |
حماني من الأيام أروعُ لو حمى | سبابيَ لم يقدمْ عليه مشيبُ |
رعى شرفُ الدين العلا برعايتي | فما شمَّ ريحا حول سرحي ذيبُ |
أثر بزلها يا طالبَ المجدِ والغنى | و خاطرْ بها فابنُ الخطارِ نجيبُ |
و طرقْ هواديها الجبالَ وخلها | تجوبُ مع الظلماءِ حيث تجوبُ |
تقدمْ بها فالسعدُ بالمرءِ مقبلٌ | و لا تتهيبْ فالشقاءُ هيوبُ |
أقمْ بني عبد الرحيم صدورها | إذا حطَّ منها أو أمالَ لغوبُ |
و غنَّ بهم أسماعها إن حدوتها | تحنّ إذا حنت لتطربَ نيبُ |
ففي العيس قلبٌ مثلُ قلبك ماجدٌ | و سمعٌ إلى ذكرِ الكرام طروبُ |
تميمْ أعالي دجلة ٍ فانحُ شامة ً | بحيثُ تبلُّ العيشَ وهو جديبُ |
و ناص بها فرع الدجيلِ فعنده | مرادٌ يعمُّ الرائدين عشيبُ |
و قلْ لعميد الدولة اسمعْ فإنها | ملاحمُ إن فتشتها وخطوبُ |
لحظتَ ذرا أعجازها من صدورها | و بعضُ ظنونِ الألمعيَّ غيوبُ |
و داويتها بالرأي حتى كفيتها | و ما كلُّ آراءِ الرجالِ طبيبُ |
عجلتَ لها مستأنيا ما وراءها | و للآمرِ بادٍ ظاهرٌ وعقيبُ |
خلصتَ خلوص التبرِ منها مسلماً | عليك وميضٌ صادعٌ ولهيبُ |
و قالوا خطاءً مسرعا متعجلا | و قد يتأنى في الأمور طلوبُ |
و أهونَ بالتغريرِ فيها كأنه | بجدّ الخطوبِ المثقلاتِ لعوبُ |
و ما علموا أنَّ السهامَ موارقٌ | و لا أنّ خطواتِ الأسودِ وثوبُ |
سهرتَ ونامَ الغمر عما رأيتهُ | ففزتَ وطرفُ الألمعيَّ رقوبُ |
كأنَّ لك اليومَ المنعمَ صبحة ٌ | و يومُ الحريصِ المستغرّ عصيبُ |
و قالوا طوى بغدادَ بغضا وسلوة ً | و بغدادُ مغنى ً للحياة خصيبُ |
و ظنوك إذ فارقتها أنَّ قلبها | على قلة الإعراض عنك يطيبُ |
و قد تظعنُ الأشخاصُ والحبُّ قاطنٌ | و يكثر هجرُ البيتِ وهو حبيبُ |
و ما الملكُ إلا جنة ٌ عمّ نورها | و مذ غبتَ عنها سهمة ٌ وشحوبُ |
فكيف غدت شلاء لا بدمِ العدا | و لا بعطارِ الغانياتِ خضيبُ |
بكى وحشة ً وهو المغيضُ دموعهُ | و أنَّ لحرَّ الجرحِ وهو ضريبُ |
و كنتَ له وجها ضحوكا فبشرهُ | عبوسٌ وقد فارقته وقطوبُ |
يورى حياءً والندامة ُ غصة ٌ | لها خدشة ٌ في صدره وندوبُ |
إلى ماجدٍ في صدره قمرُ الدجى | إذا تمَّ راضٍ والهزبر غضوبُ |
تقبلُ منه راحة ٌ تقتلُ الصدى | تعلمَ منها المزنُ كيق يصوبُ |
رستْ في الندى حتى استقرت عروقها | من البحرِ والعرقُ الكريمُ لصوبُ |
يدٌ تعجبُ الأقلام من أنسِ سيفهِ | بها وهو فيما بينهنَّ غريبُ |
إذا اختصموا قالت تأخرْ فإنما | لنا السبقُ فاتبعنا وأنت جنيبُ |
فيأبى له الحدُّ المصمم أنه | يؤخرُ والأقلامُ عنه تنوبُ |
و تجري هناتٌ بينهنّ وبينه | يحكمُ فيها فارسٌ وخطيبُ |
فيجعلُ للأقلام فيها نصيبها | بحقًّ وللسيفِ الحسامِ نصيبُ |
و قد زعموا أنَّ الحجا متكهلٌ | و أنّ رجالاتِ السيادة ِ شيبُ |
فلله منك المنتهى في إقبالهِ | و منْ ربَّ أمرَ الناس وهو ربيبُ |
و منْ بسقتْ أغصانه فتفرعتْ | على الشجرِ العاديَّ وهو قضيبُ |
و لا تبلِ أثوابَ الوزارة ِ بعد ما | كستك بها الأيام وهي سليبُ |
تقصمها قومٌ وما خلقتْ لهم | فهانوا ومن بعض الجمالِ عيوبُ |
أتتك فصار الرقُّ في يدِ مالكٍ | و قد دنستها بذلة ٌ وغضوبُ |
و سالمَ معناها بسوددك اسمها | و بينهما في آخرين حروبُ |
تنافى بيوتُ معشرٍ وبيوتها | و أنت لها في جانبيك نسيبُ |
فما بيت إسماعيلَ عنها بنازحٍ | و لا أنْ بها عبدُ الرحيم غريبُ |
فلو هبَّ ميتٌ من كراه فقام أو | تطلعَ مرموسُ الجبين تريبُ |
لقرتْ عيونٌ أو لسرتْ مضاجعُ | بأنك ميراثٌ لها وعقيبُ |
إذنْ لرأت منك الذي الشمسُ لا ترى | بأنجمها في الأفق حين تغيبُ |
نشرتَ لهم فخرا يعيشُ حديثهُ | و يخلقُ عمرُ الدهر وهو قشيبُ |
لئن عمَّ شرٌّ أو أسرتْ ضغائنٌ | ببغيٍ فإنّ الله عنك حسيبُ |
و قد علمتْ نجوى رقاك عقاربٌ | لها نحوكم تحت الظلام دبيبُ |
و لم تك إلا هفوة ً واستقالها ال | زمانُ وذنبا وهو منه يتوبُ |
و لا بدَّ للإقبال من يومِ عودة ٍ | تدافعُ عنه العينُ حين تصيبُ |
و كم رافعٍ لي بالعداوة ِ صوتهُ | يهبهبُ في إبعادهِ ويهيبُ |
قوياً على ظلمي بسيفِ عدوكم | و عهدي به بالأمس وهو يخيبُ |
يظنّ وحشاكم عراي تقطعتْ | و أني أخيذُ والزمان طليبُ |
و أنَّ قناتي بعدكم ستلينها | ضروسٌ له مذروبة ٌ ونيوبُ |
و لم يدرِ أنّ الشامَ لو حالَ دونكم | و زيلتهُ عنكم لكنتُ أصيبُ |
فقلتُ لفيكَ التربُ أو فوقك الحصى | تغيبُ أسودُ الغابِ ثمّ تؤوبُ |
غداً تطلعُ الراياتُ والنصرُ تحتها | كتيباً يوليهِ النجاحَ كتيبُ |
ترى المجدَ في أطرافها خافقَ الحشا | سرورا بما ضمت وأنتَ كئيبُ |
و بغدادُ طلقٌ وجهها متبسمٌ | و للملكِ من بعد الخمودِ شبوبُ |
بشائرُ لي في مثلهنَّ مواقفٌ | أصدق فيها والزمانُ كذوبُ |
مجرية ٌ فيكم كأنَّ عيونها | لها خلفَ أستارِ الغيوبِ ثقوبُ |
تمرّ لكم طيرى يمينا بزجرها | على مشهدٍ مني وحين أغيبُ |
نشدتكمُ باللهِ كيف رأيتمُ | مناجحها والعائفات تخيبُ |
فقولوا نعمْ وفقتَ وأرعوا ذمامها | غداً وغدٌ للناظرين قريبُ |
بكم يا بني عبد الكريم أنجلي القذى | و أصبحَ وعرُ الجودِ وهو لحيبُ |
إذا أجدبتْ أرضى وسدتْ مواردي | فعنكمُ لي روضة ٌ وقليبُ |
و لما رأيتُ الحبَّ في الهزلِ سنة ً | عشقتكمُ والعاشقون ضروبُ |
فمن يعطِ منكم طالبا فوق حقهِ | فحقيَّ دينٌ لازمٌ ووجوبُ |
فلا قلصتْ عني سحائبُ ظلكم | فمنها مرذٌّ تارة وسكوبُ |
و لا عدمتكم نعمة ٌ خلقتْ لكم | و دنيا لكم فيها الحياة تطيبُ |
يزوركم النيروز مقتبلَ الصبا | و قد دبَّ في رأس الزمان مشيبُ |
تصوح أغصانُ الأعادي وغصنكم | من السعد ريانُ النباتِ رطيبُ |
دعاءٌ حيالى فيه ألفُ مؤمنٍ | توافقُ منهم ألسنٌ وقلوبُ |