(8) - من المناهي اللفظية - بكر بن عبد الله أبو زيد
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
* في لفظة "تعالى": وأنها لا تقال في غير حق الله سبحانه وتعالى، يقال علا زيد ولا يقال: تعالى زيد؛ لأن العرف خصه بالله سبحانه وتعالى. وبه نعلم أن قول أبي تمام في ممدوحه:
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به نظم من الشعر أو نثر من الخطب
خروج عن حد الأدب، ولو قال: تعلَّى؛ سَلِمْ.
* في عدم جواز القول "حدَّثني قلبي عن ربي":
هذه من ألفاظ أصحاب الخيالات والجهالات، قال ابن القيم رحمه الله تعالى نقلاً عن شيخه ابن تيمية رحمه الله تعالى: "وأما ما يقوله كثير من أصحاب الخيالات والجهالات: حدثني قلبي عن ربي.
فصحيح أن قلبه حدثه، ولكن عمَّن؟ عن شيطانه، أو عن ربه؟
فإذا قال: حدثني قلبي عن ربي، كان مسندًا الحديث إلى من لم يعلم أنه حدثه به، وذلك كذب.
قال: ومحدِّث الأُمة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لم يكن يقول ذلك.
ولا تفوه به يومًا من الدهر، وقد أعاذه الله من أن يقول ذلك ..."
* فيمن يقول "حرام عليك تفعل كذا":
يعتريها واحد من معنيين:
1.
إن كان يقصد أن الله -سبحانه- حرَّم هذا شرعًا وهو محرم شرعاً، فلا محذور فيه.
2.
وإن كان يقصد ما ذكر، وهو غير محرم شرعًا، فهو قول على الله تعالى بلا علم فيجب اجتنابه، قال الله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ} [النحل:116] .
* في عدم جواز القول "زمان سوء": أي سبَّ الزمان بمعنى سب الدهر.
قال السكوني: "ويقول قائلهم: "هذا زمان سوء"، وليس لهم في الزمان نفع ولا ضر، فيعود اعتراضهم إلى الفاعل سبحانه وتعالى، ولهذا المعنى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر.»
أي: فإن الله هو الفاعل وحده دون الدهر وغيره، لأنكم إذا سببتم الدهر؛ لأنه يفعل بكم الضر، وهو في الحقيقة لم يفعل شيئًا، فيصير سبكم للفاعل على الحقيقة، وهو: الله سبحانه.
وهو كفر.