فتوحُك رَدَّتْ بَهجة َ المُلكِ سَرمَدا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
فتوحُك رَدَّتْ بَهجة َ المُلكِ سَرمَدا | و أنتَ حُسامُ اللّهِ فَلَّ بِكَ العِدا |
يُحدِّثُ عنكَ المَشرَفيُّ مجرَّداً | و يُثني عليك السَّمهريُّ مُسَدَّداً |
أعادَ وأبدى الفتحُ منك مُعوَّداً | قِراعَ العِدا جارٍ على ما تعوَّدا |
و مُمطرُ أرضِ الرُّومِ من دَمِ أهلِها | سَحاباًإذا رَوَّى الثَّرى منه أحمدَا |
تخالفَ فعلُ الغَيثِ منهفكلَّما | بَدا العُودُ مُخْضرّاً ثناه مُوَرَدَّا |
سَرى مُخلِقاً في اللّهِ دِيباجَ وجهِه | فذبَّ عن الإسلامِ حتى تجدَّدا |
يُفلِّقُ بالضَّربِ التَّريكَ وما حَوى | و يَخرُقُ بالطَّعْنِ الدِّلاصَ المُسرَّدا |
فيا لكَ من يومٍ أحرَّ عليهِمُ | و أندَى على الدِّينِ الحنيفِ وأبرَدا |
و ربَّ مُحلًّى بالكواكبِ شاخصٍ | شَخَصْتَ إليهفانمحى وتأبَّدا |
فأعطاك ما تَهوى وقَلَّدَ أمرَه | نجومَ قَناً أضحى بهنَّ مُقلَّدا |
مثَلْتَ له في مِثلِ أركانِ طَوْدِهِ | و أسطَرْتَ فيه الجَلْمَدَ الصَّلْدَ جَلمَدا |
و صَدْرٍ وراءَ السَّابريِّ خَرَقْتَه | فكان ثِقافَ الرُّمحِ لمَّا تأوَّدا |
و أبيضَ رَقراقِ السَّوابغِ أرهجَتْ | سَنابكُه حتى ثَنا الجوَّ أَربدا |
تَتابعَ يَهفُو فوقَه كلُّ طائرٍ | إذا صافَحَتْه راحة ُ الرَّاحِ غرَّدا |
و أشرقَ في رَأْدِ الضُّحى فكأنما | تُلاعِبُ منه الشَّمسُ صَرْحاً ممرَّدا |
يَزُفُّ نجوماً ليسَ يمنعُ ضوءَها | تكاشفُ ليلِ النَّقْعِ أن يتوقَّدا |
إذا ما رأتْهُنَّ البَطارقُ أنحُساً | رآهنَّ مُجْتاحُ البطارِقِ أسعُدا |
صَدَعْتَ ببرقِ البيض صَدرَ عَجاجَة ٍ | و قد أبرقَ المِقدارُ فيه وأرعَدا |
و أُبتَ وقد أشرَبْتَ ساحتَه دماً | كأنك أشرقْتَ الأَسِنَّة َ عَسْجَدا |
لقد لَبسَ الإسلامُ شَرقاً ومغرِباً | بسيفِ ابنِ عبدِ اللّهِ ظِلاًّ مُمدّدا |
ثَنى الخَيلَ عن ماءِ الفُراتِ صَوادراً | فكان لها وِردُ الخَليجَيْنِ مَوْرِدا |
يَطيرُ على أرباضِ خَرْشنة ٍ بها | لوافحُ يَهتِكْنَ المُنيفَ المشيَّدا |
حَريقاً يُغَشِّي الجُدْرَ حتَّى كأنما | لبِسْنَ حَبيرَ الوَشْيِ مَثْنى ً ومَوحِدا |
إذا الغَرَضُ المنصوبُ باتَ مُعَصفراً | بطائرِ سهمٍ منه أصبحَ أسوَدا |
فباتَ على البُرجِ المُطِلِّكأنَّما | يُلاحِظُ منه فَرْقداً ثمَّ فرقدا |
و بثَّ السَّرايا حولها فتفرَّقَتْ | كما بثَّتِ الرِّيحُ الحَيا فتبدَّدا |
فباتَ مُغِذّاً في السِّلاحِو مُوجِفاً | مُغيراً عليهم في البلادو مُنجداً |
يؤانِسُ منهم كلَّ ليثِ حَفيظَة ٍ | على الطَّرفِ وحشيِّ الشَّمائلِ أغيَدا |
كأنَّ رماحَ الخَطِّ حولَ بيوتِهِم | على صَهَواتِ الخيلِ دُرّاً مُبَدَّدا |
عَرَضْتَ على البِيضِ الرِّقاقِ أُسُودَهم | و سُقْتَ المَها حُوّاً إليها وسُهَّدا |
و قوَّمتَ منهم جانباً لظُهورِهم | و أشرَفْتَهم بالمشرفيَّة ِ مُنشِدا |
و أوردْتَ حَدَّ السَّيفِ قِمَّة َ لاوُنٍ | لتمزُجَ فيه سُورة َ البأسِ بالنَّدى |
أتاكَ يَهُزُّ الرَّوعُ أعضاءَ جِسمِه | كما هزَّ بالأمسِ الحُسامَ المُهنَّدا |
يَغُضُّ لدَيكَ الرُّعْبُ أجفانَ عَيْنِه | فإنْ هَمَّ أن يستغرِقَ اللّحظَ أرعدَا |
و ربَّ حديدِ اللَّفظِ واللَّحظِ منهمُ | مَثَلْتَ له فارتدَّ أخرسَ أرمَدا |
ذَعَرْتَهُمُ غَزواً دِراكاًفأصبحوا | على البُعْدِ خَفَّاقَ الحشا ومُسهَّدا |
يَظُنُّونَ غَربِيَّ السَّحابِ كتيبة ً | تُشَرِّقُو البرقَ الشآميَّ مِطْرَدا |
إذا الدولة ُ الغَرَّاءُ سمَّتْكَ سيفَها | لتُبْهَجَسمَّاكَ الهُدى ناصرَ الهُدى |
ليَهْنِكَ أنَّ الرومَ ذَلَّ عزيزُها | فصارتْ مواليها بِعزِّكَ أعبُدا |
إذا قيلَ سيفُ الدولة ِ اهتزَّ عرشُها | و خَرَّتْ رُكوعاً عندَ ذاكَ وسُجَّدا |