كَمَلْنَ فأطلَعْنَ البُدورَ كَوامِلا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كَمَلْنَ فأطلَعْنَ البُدورَ كَوامِلا | و مِلْن فأبدَين الغصونَ مَوائِلا |
غَدَونَ لنا بالوَصل أُنساً نَواضِراً | و كنَّ مِن الهِجران وَحشاً خَواذِلا |
يُحرِّكن أعطافَ العَليلِ صَبابة ً | إذا حرَّكَتْ أعطافُهنّ الغَلائِلا |
نَوَين نوى ً لم يَنوِ نَقصَ عُهودِنا | فغادَرنَ أنواعَ الدُّموعِ هَوامِلا |
وقَفْنا لتوديعِ الأحبَّة ِ مَوقِفاً | يطولُ علينا أن نَرى منه طَائِلا |
وسلَّت ظُبا أسيافِها مُقَلَ الظِّبا | فلستَ تَرى إلا قتيلاًوقاتِلا |
و أغيَدَ مُهتزِّ القَوامِ كأنّما | يَهُزُّ قَضِيباً حين يَهتزُّ مائِلا |
حَباني بطَيفٍ كان عارفَة َ الهَوى | فعرَّفني شُغلاً عن النَّومِ شاغِلا |
فإنْ لا أَرَى الإلفَ الذي كان آلِفاً | هوايَو لا الشَّملَ الذي كان شامِلا |
فكمْ ليلة ٍ شمَرتُ للرَّاح رائحاً | و بتُّ لغِزلان الصَّريمِ مُغازِلا |
وَ حلَّيتُ كأسي والسماءُ بِحَلْيِها | فما عُطِّلَت حتَّى بدا الأفقُ عاطِلا |
هيَ البيدُ عاداتُ الرِّكابِ يَبيدُها | إذا وَصلَت فيها الضُّحى والأَصائِلا |
إلى مَعْقِلِ الجُودِ الذي جُعِلَتْ له | صُدورُ العوالي والسيوفُ مَعاقِلا |
تَبسَّمَ برقُ الجوِّ فاختالَ لامِعاً | و حلَّ عُقودَ الغَيثِ فارفَضَّ هامِلا |
فقُلت عليٌّ منك أعلَى صَنائعاً | إذا ما رجَوناهو أَرجَى مَخائِلا |
ربيعٌ تولَّى عن ديارِ ربيعة ٍ | و قد ألبسَ النَّورَ الرُّبا والخمائِلا |
فخيَّمَ في أوطانِ بَكرِ بنِ وائلٍ | يقابلُ بالنَّعماءِ بَكراً ووائِلا |
فكُنتَ سِناناًحينَ شَمَّرْتَماضياً ؛ | و كانت عَدِيٌّ كلُّها لك عامِلا |
فأوحشْتَ رَبعاً منهُمُ كانَ آنساً ؛ | و خلَّيتَ فَجّاً منهُمُ كان آهِلا |
و أجرَيتَ بالتَّلِّ الدِّماءَ فلو جرَت | به الخَيْلُ حولاَ ما أَثَرنَ القساطِلا |
لقد أَمِنَ الأَيَّامَ من كانَ خائفاً | و نالَ عُرى الآمالِ من كان آمِلا |
بمُشتمِلٍ بالعَدلِ سُلَّت سيوفُه | على الدَّهرِحتى عادَ في الحُكمِ عادِلا |
تَحرَّجَ أن يَظْمَا القَنافأعادَه | برُغمِ الأعادي قانيءَ اللَّونِ ناهِلا |
إذا حاولَ الأقرانُ في الرَّوعِ خَتلَه | أبرَّ عليهِم مٌقدِماً لا مُخاتِلا |
فلَو نَطقَ الدهرُ الذي ليسَ ناطقاً | تَنصَّلَإذ هَزَّت يداه المَناصِلا |
سأشكُرُ إِنعامَ الأميرِ وفضلَه | فقد ألبساني أنعُماً وفَضائِلا |
غدوتُ وآمالي الظِّماءُ تقودُني | إلى جُودِ كفَّيهِفعادَت نواهِلا |
و حلَّيتُ أبكارَ القصائِد باسمِه | و لولاه أضحَت ثَيِّباتٍ عَواطِلا |