أضعت العمر في إصلاح حالك
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أضعت العمر في إصلاح حالك | وما فكرت ويحك في مآلك |
أراك أمنت أحداث الليالي | وقد صمدت لغدرك واغتيالك |
وملت لزخرف الدنيا غرورا | وقد جاءت تسير إلى قتالك |
وكم أتعبت بالآمال قلبا | تحمل ما يزيد على احتمالك |
ولم يكن الذي أملت فيها | بأسرع من زوالك وانتقالك |
فعش فيها خميص البطن واعمل | ليوم فيه تذهل عن عيالك |
تجيء إليه منقادا ذليلا | ولا تدري يمينك من شمالك |
إليها في شبابك ملت جهلا | فهلا ملت عنها في اكتهالك |
فمهلا فهي عند الله أدنى | وأهون من تراب في نعالك |
وإن جاءتك خاطبة فأعرض | وقل مهلا فما أنا من رجالك |
إلي تزينين لتخدعيني | فما أبصرت أقبح من جمالك |
أما لو كنت في الرمضاء ظلا | إذا ما ملت قط إلى ظلالك |
صلي ما شئت هجراني فإني | رضيت الدهر هجرا من وصالك |
فليس النبل من ثعل إذا ما | رمت يوما بأصمى من نبالك |
حرامك للورى فيه عقاب | عليه والحساب على حلالك |
وكن منها على حذر وإلا | هلكت فإنها أصل المهالك |
فمن قد كان قبلك من بنيها | زوالهم يدل على زوالك |
وكم شادوا الممالك والمباني | فأين ترى المباني والممالك |
وأنت إذا عقلت على ارتحال | فخد في جمع زادك لارتحالك |
ودع طرق الضلال لمبتغيها | فطرق الحق بينة المسالك |
إلام وفيم ويحك ذا التصابي | وكم هذا التغابي في ضلالك |
تنبه إن عمرك قد تقضى | فعد وعد نفسك في الهوالك |
وعاتبها على التفريط وانظر | لأي طريقة أصبحت سالك |
وقل لي ما الذي يوم التنادي | تجيب به المهيمن عن سؤالك |
وماذا أنت قائله اعتذارا | إذا نشروا كتابك عن فعالك |
فخف مولاك في الخلوات وأجأر | إليه بانتحابك وابتهالك |
وراقب أمره في كل حال | يفرج في القيامة ضيق حالك |
ولا تجنح إلى العصيان تدفع | إلى ليل من الأحزان حالك |
وإن أمرا بليت به فصبرا | لعل الله يحدث بعد ذلك |
فرب مصيبة مرت ومرت | عليك كأن ما مرت ببالك |
وكم قد ثقفت منك الرزايا | وأحكمت الليالي من صقالك |